مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

نصوص تراثية: تذكّر يا ولدي أنّ الغنى لأهل عنايته


السيّد رضيّ الدين ابن طاووس(*)


قد وهبَ جدّك محمّد صلى الله عليه وآله وسلم [يا بني] أُمَّكَ فاطمة عليها السلام فدكاً والعوالي من جملة مواهبه، وكان دَخْلُها في رواية الشيخ (عبد الله بن حمّاد) الأنصاريّ، أربعةً وعشرين ألف دينار في كلّ سنة، وفي رواية غيره سبعين ألف دينار. وهي وزوجها المعظّم، والواهب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم الزهّاد والأبرار، وكان يكفيهم منها أيسر اليسير.

* زاهدون فيها
ولكنّ العارفين ما ينازعون الله جلّ جلاله في تملّك قليل ولا كثير، ولكنهم كالوكلاء والأمناء والعبيد الضعفاء، فيصرفون في الدنيا وفيما يعطيهم منها كما يصرفهم هو جلّ جلاله، وهم في الحقيقة زاهدون فيها وخارجون عنها.
ووجدت في أصل تأريخ كتابته سبع وثلاثين ومائتين... ترجمته من أخبار آل أبي طالب، قال فيه عن مولانا عليّ أبيك أمير المؤمنين عليه السلام: "تزوّجْتُ فاطمة عليها السلام وما كان لي فراش، وصدقتي اليوم لو قسّمت على بني هاشم لوسَعَتْهُم".

وقال في الكتاب: إنّه عليه السلام وقف أمواله وكانت غلّته أربعين ألف دينار، وباع سيفه وقال: "من يشتري سيفي؟ ولو كان عندي عَشاء ما بعته".
وروى فيه أنّه قال مرّة عليه السلام: "من يشتري سيفي الفلاني؟ ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته".
قال: وكان يفعل هذا وغلّته أربعون ألف دينار من صدقته.

* اقتدِ بآبائك
ووالله -يا ولدي محمّد- الذي حضر قسمي به -جلّ جلاله- وكتابي هذا وشهدت به ملائكته، لقد كان في يد والدك عليّ بن موسى هذه المليكات وغيرها من الموجودات، ولا يكون معه في كثير من أوقاته درهم واحد؛ لأنّه كان يخرج ما ينفق له من دخل مُلُك وغيره في مؤنة عياله، ثم في الصدقات والإيثار والصِلات.

وكان جماعة من الناس يعتقدون أنّه ينفق من ذهب مذخور، هيهات هيهات لقد ضلّوا عن أبيك ووالدك كما ضلّ كثير من الخلق عمّن هو أعظم حالاً وأشرف كمالاً وأتمّ جلالاً، وهو الله ربّ العالمين، وأنبيائه، ومن ضلّوا عنه من المرسلين والصالحين، حتّى قال جلّ جلاله عن جماعة يشاهدون جدّك محمّداً صلى الله عليه وآله وسلم وهم حاضرون ﴿وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (الأعراف: 198).

ولو جاءت الدنيا إلى والدك دفعة واحدة خرجت في أسرع الأوقات. ولكنها كانت تأتينا كما يريده الله تعالى في أزمان متفرّقات، فاقتدِ -يا ولدي محمّد وجماعة إخوتك أو ذريّتك- بمن سلك من آبائك سبيل الحق والصدق، وصدق الله جلّ جلاله في قوله جلّ جلاله في ضمان الرزق: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ (الذاريات: 23).

* خلقهما لأهل عنايته
ورأيت في كتاب إبراهيم بن محمّد الأشعري الثقة بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: "قُبِضَ عليّ عليه السلام وعليه دَين ثمانمائة ألف درهم، فباع الحسن عليه السلام ضيعة له بخمسمائة ألف درهم فقضاها عنه، وباع ضيعة أخرى له بثلاثمائة ألف درهم فقضاها عنه"، وذلك أنّه لم يكن يذر من الخُمس شيئاً، وكانت تنوبه نوائب.

ورأيت في كتاب عبد الله بن بكير، بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام أن الحسين قُتل وعليه دَين، وأنّ علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام باع ضيعة له بثلاثمائة ألف ليقضي دَين الحسين عليه السلام وعِدات كانت عليه.


(*) كشف المحجّة لثمرة المهجة، السيّد رضيّ الدين ابن طاووس.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع