مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تحقيق: مركز الإمام الصادق عليه السلام للبحوث والثوثيق في تراث علماء جبل لبنان



جبل عامل، جبل الجهاد والمقاومة على مدى قرون وها هو اليوم قد توَّج جهاده بالنصر على العدو الغاصب، انتصر بمداد علمائه ودماء الشهداء، فجبل عامل كما اشتهر بجهاد المجاهدين اشتهر أيضاً بعلمائه وعُرفوا باسم علماء جبل عامل ومنهم من قدَّم للإسلام والمسيرة العلمية وللأمة الكثير وساهموا في بناء نهضة علمية واسعة كالحر العاملي والشهيد الأول والشهيد الثاني وغيرهم ممن نسبت بعض المراحل العلمية إليهم، وقد تركوا آثاراً علمية لهم يستفيض منها الباحثون، وللخوض في بحار علومهم، والاستفادة من آثارهم كان لا بد من إنشاء مركز متخصص يبحث في تراث وآثار علماء جبل عامل العلمية فكان مركز الإمام الصادق عليه السلام للبحوث والتوثيق في تراث علماء جبل عامل الذي أخذ على عاتقه هذه المهمة فحدثنا عنه مدير هذا المركز فضيلة الشيخ حسن بغدادي.

* ما هي ظروف إنشاء هذا المركز؟
 منذ عام 1968 وأنا أفكر وأتحيَّن الفُرص لتأسيس مركز يختص بتراث علماء جبل عامل وشاءت الظروف السياسية والأمنية أن تكون مانعاً إلى حد كبير من تحقيق هذا الهدف، ومع ذلك بقي الأمل كبيراً في إمكانية إشادة هذا المركز، وبالفعل عام 1993م تمكّنّا من شراء مركز في النبطية تلاها استصدار رخصة من وزارة الداخلية عام 1994م. وعلى قاعدة إذا أراد الله أمرا يهيئ‏ أسبابه قيّض الله لنا من يساعد في إنشاء هذا المركز على المستويين المادي والمعنوي، فالمستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية في بيروت كان لها الدور الكبير في دعمنا على المستوى المادي والمعنوي، وكذلك الأخوة في قيادة حزب الله وعلى رأسهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله ساهموا مساهمة فعّالة في إنشاء هذا المركز.

* ما هي أهداف هذا المركز ودوافع تأسيسه؟

 أولاً: متابعة المخطوطات الشيعية الخاصة بعلماء جبل عامل وتوثيقها وحفظها مقدمة لطباعتها ونشرها.
ثانياً: إقامة المؤتمرات والحوارات العلمية حول الأفكار والمواضيع التي كتب فيها علماء جبل عامل.
ثالثاً: التنقيب في آثارهم العلمية لنتمكَّن من الاغتراف من هذا الفيض الإلهي الذي جرى على ألسنتهم وأقلامهم.
رابعاً: استنهاض الكتَّاب والباحثين للخوض في آثارهم وتراثهم.
خامساً: إتاحة الفرصة أمام الأخوة والأخوات الراغبين في كتابة رسائل جامعية حول الأشخاص أو المواضيع المتعلقة بتراث علماء جبل عامل بمساعدتهم بالأفكار والمصادر.

وكان الدافع لتأسيس هذا المركز أهمية المرحلة التي وصلت إليها أمتنا الإسلامية من انتصارات باهرة ومفاخر عز أدهشت العالم بأسره وبالأخص عالمنا العربي والإسلامي حيث كان علماء هذا الجبل هم حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، فبذلوا الغالي والنفيس من دمائهم وأمنهم وراحتهم من أجل نشر ما هو حق على امتداد هذا الوطن، دون أن نغفل عن تلك الدماء الزكية الطاهرة للمجاهدين وفي طليعتهم شهداء المقاومة الإسلامية أبناء الإمام الخميني قدس سره ومسؤولوها البواسل وبالأخص قائدها حجة الإسلام السيد حسن نصر الله دام ظله، فإذا كان باعث نهضة التشيّع في المنطقة هم علماء جبل عامل، فلا شك أنهم جميعاً يشتركون في هذا القاسم المشترك، وان اختلفت ظروفهم وأحوالهم ومقاماتهم العلمية والجهادية والاجتماعية، لهذا رأينا أنه من الضروري تأسيس مركز يبحث في أحوالهم وتراثهم العلمي والجهادي والعقائدي، فمن جهة هو بعض وفاء لهم، ومن جهة ثانية يكون باعثاً على استنهاض الباحثين والمختصين بهذا الشأن.

* عند الحديث عن المركز الذي يختص بشؤون تراث علماء جبل عامل يلاحظ أن هناك مراحل مرّ بها العلماء، ما هي أهم المراحل التي مرّ بها علماء جبل عامل وهل انقطع دورهم في إحدى المراحل؟
 لم ينقطع دور العلماء عن هذا الجبل حتى في العهد الصليبي الذي دام ما يقرب من 180 عاماً رغم كل الظروف القاسية التي مرّت بها المنطقة، إذ استطاع الصليبيون أن يدمِّروا المراكز الشيعية في مدن طرابلس وبيروت وصيدا وصور، ولم يتمكّنوا من مسّ الوجود الشيعي داخل القرى. وعليه فقد ضاع الكثير من تراثنا طيلة قرنين من الزمن دُمِّر فيه كل شي‏ء ومع ذلك لم ينقطع التواصل العلمي وان لم يصل إلى هذا الاستقلال نتيجة عدم الاستقرار، وما دخل إلينا من بعض الأسماء إلا دليل على وجود علماء في تلك المرحلة.

وبعدما اندحر الصليبيون عن آخر موقع لهم وهو مدينة صور سنة 966 بدأ عهد المماليك، وهذه المرحلة كانت منارة في سماء جبل عامل والمنطقة وهي مرحلة بروز دور الشيخ محمد بن مكي الجزيني العاملي المعروف بالشهيد الأول كمؤسس للمدارس الفقهية في هذا الجبل، والذي تجاوزت لتصل إلى مشغرة وكرك نوح، وبرز دور الشهيد الأول كباعث لنهضة التشيع في المنطقة، هذه المرحلة تعتبر من أهم المراحل التي أسّست بقوة للحضور الشيعي في المنطقة، وبالتأكيد قبل بروز دور الشهيد الأول 750م لم تكن مدارس فقهية مستقلة ولا مشروع شيعي له كيانه وحضوره والذي سببه الظلم الصليبي وعدم الاستقرار، بينما في عهد المماليك حيث لم يكن همهم التدخل المذهبي والفقهي والكلامي وكان همهم مسك السلطة مضافاً إلى أن أكثرهم كان من الأميين. وبدأ الشهيد الأول مشروعه الحواري مع فقهاء أهل السنّة والمؤسس لهذا الاستقلال الفقهي والنهضة الشيعية في المنطقة هو الذي فرض توازناً حقيقياً في عهد الشهيد الثاني عندما برزت الإمبراطورية العثمانية في المنطقة وبرز دوره في ظل تنامٍ مخيف للأمبراطورية العثمانية مما جعل مهمته صعبة وشاقة للغاية. إلى جانب ذلك استمرت رحلة العلماء بمراحل مختلفة.

* ماذا يحتوي المركز من أقسام؟
 يضم المركز: قاعة حوارات وندوات.
مكتبة تضم جميع المصادر التي يحتاجها الباحث من تراث علماء جبل عامل.
قاعة للأنشطة مختلفة.
غرفة أرشيف.
الإدارة.
وتبلغ مساحة المركز 400م‏2 .

* ماذا عن الانجازات والمشاريع التي تم انجازها أو سيتم إنجازها في المستقبل؟

فيما مضى ولعدم توفير الإمكانيات المادية في المركز قمت بالإعداد لمؤتمر حول الحر العاملي ومؤتمر آخر حول الشهيد الثاني باسم هيئة علماء جبل عامل وعُقد المؤتمران بشكل متميِّز تم فيهما عرض آثار ومناقشات ومداخلات كثيرة حول حياتهما إلى جانب عشرات المحاضرات والندوات الأخرى التي أُجريت في المركز. وسيُعقد مؤتمر سيقيمه المركز في هذا الصيف حول شخصية العلاّمة السيد هاشم حصرون الحسيني طاب ثراه والذي سيشارك فيه نخبة من العلماء والدكاترة والباحثين المختصين. وستدخل أنشطة المركز على الانترنت إن شاء الله وللاستفادة من مركز الإمام الصادق عليه السلام يمكن مراجعة المركز مباشرة عبر العنوان التالي: النبطية - طريق عام شوكين مفرق المقاصد أو عبر التلفاكس:768776/07 500030/07 - 602673/03.
أو عبر البريد الإلكتروني: E-mail: imamsadk@hotmail.com
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع