ضاع الزمان
تاه المكان
غاب اليقين
والصبر أوشك أن يذوب
وأن يذل
وأن يدين
جفت ماقي العين
لا دمع بها
والحزن سال على ضفاف
المقلتين
****
ورحيل يومين غدا
لتارك الدار صدى
رجعا يردد أوحدا
متى أراك فلسطين؟
غبنا
ولم يغب الحنين
لغنوة الطير لظل الياسمين
لحبة القمح تفركها اليدين
لجداول
قد جف منها ضريعها
لا ماءها يروي ولا تهل لها
عيون
وبيارة الغمر
في أحزانها ذبلت
لا اليافوي يطولها
ولا ضنين
لهفي على تلك السطوح
من يحدل بها
مرت كوانين، وكيف مرت
كوانين؟
وثينة الدار
ومرمشة حباتها
يا أم أحمد إن رأيت
أتذكرين؟
وساحة العرس سبعا
والشباب بعتمها
جرنٌ يُعلاّ
والكهولة عابثين
ويلوح المنديل من شوق به
يرقب الخصر يثني ويلين
أين الصبايا؟
أين لحظ الراميات دلالهن
غابت عن زقاق "الزيب"
و"المكر" حزين
و"مناجر" البحر في عكا
ما صار بها
طال إنتظار
والأحبة غائبين
و"سبيل طاسات" الزلال
وكم روى
و"مسجد الباشا وعيد الصائمين
آه ويافا
كما طال الغياب بنا
أيام مرت
فهل تراها راجعين؟
أم يطوينا الدهر بغفلة
فكأنما
لم نكن نحن ولا
كانت
فلسطين؟!!