الشاعر خليل عجمي
آلَ النبيِّ تراثكم مزدانُ | بالبيّنات وبالإباء مُصانُ |
فتراثكم آيات عزّ أشرقتْ | أنوارُها فتفتّح المرجانُ |
شجرُ المعارف في رباكم زاهرٌ | وزهوره المتألّقات جمانُ |
وقطوفُها تلك البساتين التي | ترقى بها الأخلاق والإيمانُ |
وجذورهُ من وحي دين المصطفى | إشراقةٌ قد صاغها الرحمنُ |
* * *
أنواركم في الكون حين تألّقت | عبقتْ بفَوْح أريجها الأوطان |
جمعتْ أريجَ العلم من مشكاتها | فزهَتْ بطلّةِ شمّها الأكوانُ |
نثر القريضُ على الخمائل عطره | بمديحكم فاخضرّتِ الأفنانُ |
هذا هو النّهج الحسينيّ الذي | تعتزُّ فيه بلاغةٌ وبيانُ |
أكرمْ به صرحاً تألّق بالهُدى | وأُسود حيدرة هم الأركانُ |
* * *
الشعر فيكم يستمدُّ بيانه | وبكم تباهَى الوحْيُ والفُرقَانُ |
بوجودكم عَرف الوجودُ وجُودَه | وبنوركم قد سُطِّر القرآنُ |
الشعر في ذكراكم هو واحةٌ | فيها الإبا والعِزُّ والعرفانُ |
لو لم يغرّدْ في فضاء سمائكم | ما كان فيه للبيان لسانُ |
يا مَن ظمئتَ إلى مجالسة العُلى | هذا سبيلك أيها العطشانُ |
اشربْ روِيَّ الشعر واسكر بالهدى | لا تسكرَنَّ بما أتى الشيطانُ |
فالشعر في مدح الكرام حدائقٌ | منها يفوح العطر والريحانُ |
هذي بساتين الهُدى يا إخوتي | أثمارها بالمصطفى تزْدانُ |
جولُوا بها واستلْهِموا الحبّ الذي | عجزت عن استِلهامه الأزمانُ |
* * *
شمسُ الكرامة أشرقَتْ من كربلا | ومن الكرامة يولَدُ الإنسانُ |
والشعرُ بركان تفجّر ثورةً | فيها فأحرق شمرَهُ البركانُ |
كل الذين استُشهدوا في كربلا | لولا الشهادة والفِدى ما كانوا |
وكذا الدّماء الحيدريّة إنّها | بقصائد الشعر الأصيل تُصانُ |
لا تأمَنَنَّ الغرْبَ في أفكارهم | لا ليس للفكر الغريب أمانُ |
مَنْ كانَ للنهج الأصيل معادياً | كُرمى عيون الغرب فهْو جبانُ |
فجّرْ بأهل الكُفر شِعرك ثورةً | من عزمها يتفجَّر البركانُ |
وانظمْ بآل البيتِ خيرَ قصائدٍ | فبظلّها لك في الخلود جنانُ |
ما قال بيتاً بالأئمّةِ شاعرٌ | إلّا وشعّ بقلبهِ اطمئنانُ |
ومَن ابتغى غير الأئمّة شافعاً | فلسوف تأكل جسمَهُ الديدانُ |
للشعر في قرآن ربّك سورةٌ | اقرأ لِتعْرفَ ما أتى الرحمنُ |
ما دام فينا للوفاء أصالةٌ | فلنا بأحضان الإباء مكانُ |
ما دام فينا للشجاعة مواقفٌ | فعلى المدى فليشمخ الشجعانُ |
هذا عرين الثائرين على الدُّجى | من سيف حيدرةٍ به لمَعانُ |
هو سيف عزٍ بالكرامة حافلٌ | وبأهلهِ يتشرّفُ الميدانُ |
هو ذا التراث اليعربيُّ منارةٌ | فيها لثوّار الزمان زمانُ |
لو لم يكن نهج السماء رصيدَهُ | ما كان فيه للخلود كيانُ |
صلّوا على طه النبيِّ وآلهِ | فهمُ التقى والحب والإحسانُ |
وهمُ الأصالة والحضارة والهدى | وهمُ لكل صحيفةٍ عنوانُ |