تناديهم السنابلُ وهي تسافرْ
كي يغرسوا في أوديةِ النفي
كل اللاءاتْ
كي يأخذوا من خيوطِ النورِ قبساً
يجعلون به من كلِّ أرضٍ يدوسونها طوىً...
فتتقدّسُ أودية وتلال من خطواتٍ وعبرات
تُناديهم السنابلُ وهي تسافرْ
كي يُسمعوا كلَّ الصُّمِّ
بعضَ نفيرِ الفتحِ
ويرتل أذان العصر
يتكاثرُ من الجراحاتْ ويُدّخر للمهماتْ
تُناديهم السنابلُ وهي تسافرْ كي يُعلِّموا...
كيف يكونُ الدمُ عرشاً للثوراتْ
وتكونُ الأجسادُ لآلئَ انتصاراتْ
كيف تغترفُ الروح من معينِ الشوقِ...
شهوداً لا تُدركُهُ ولا تتقنه الكلماتْ
فترسمُ من مُحيّاهم
لوحةَ مناجاةْ
وسجدة في محراب صلاة
تُناديهم السنابلُ وهي تسافرْ
وهي تُيممُ وجهها نحو الشرقِ
لتحجَّ هناك حجَّ حسينٍ
لترتفعَ مقاماً فمقاماً
فيكونُ في موتِها حياةٌ
وفي حياتِها ثباتْ
فاطمة منصور