عائدة شمص
عبراتٌ حمراء كأنها اللؤلؤ والمرجان، تتفجر من ينابيع الإيمان، تشق طريقة لترسم تاريخ العظماء.
إنه طريق النجاة التي يحمل فيطياته أسرار الشهداء، ورحمة الله، فهو الطريق الذي عُبِّدَ بالأشواك واخضوضر بالدماء، وأزهر بعروج الأرواح، وأضاء بنور الشهداء.
تاللَّه ما أعظم سالكيه. لقد تمحصه عسكري الولاء، تمحصه من عشقت روحه الزكية رؤية خالقها،مرتدياً زيّ الشهادة، موشحاً إياه بأكاليل الدماء، وخاتمه بولاية أمير الأمراء.
حاملاً معه كأس الإيمان وحاضن راية العباس، ساقي عطاشى الآخرة باكي الأم الحزينة فاجع الزوجة الحنونة، ذاكي عمل الأطفال اليتامى، مهدئاً من لوعة أختٍ فقيرة.
راحلٌ بين قافلة الشهداء، رافعاً يديه إلى السماء، داعياً دعاء الشاكرين، مصفقاً بجناحيه تصفيق الآمنين. مسافر إلى جنة الصديقين، ملتمسٌ عرش العظيم. فبوركت الأرض التي حضنتك، والسماء التي استقبلتك، والدمعة التي زفتك إلى مقرك الأبدي، فارشة أنهار الدموع لتغرس فيها ما شئت من الورد.