من الشهيد محمد حيدر أحمد إلى شهيد المقاومة الإسلامية
كان الشوق يجتاح وجهه الريَّان،
والأنسام العطرة تمر على شفاف قلبه المؤمن، خيوط نور، فتضيء الدنيا بعينه، ويخضر الأمل الظمآن قناديل بوح وحب
ويواصل السير في الهضاب والقمم، حتى إذا أتعبته الطريق
استقوى عليها بالتسبيح والتهليل
فإذا بالأرض تنطوي من تحت أقدامهوإذا بالجبال والطير تسبِّح معه، يحمل قلبه على كفيه هدية متواضعة في طبق الخلاص والإخلاص، وتسرع به النبضات شوقاً ووجعاً فيهدها على هدير الجنوب، وهديل الحمام، وأزيز الرصاص بين أغصان السنديان، وكان دليل القافلة، حمل دمه وامتشق سلاحه فأشرق قلبه في عاملة، يضيء زيته حتى وهو منطفئ فعبر إلى الجنوب والبقاع الغربي وفلسطين، ليُسقط قطرات دماء على أطراف المسجد الأقصى، فتنبت ورود الشهادة.
في قلب الصخور الأثرية، يستيقظ العشق الإلهي في كل بقاع الأرض، وتغني الذرات اللاهثة نشيد: الله أكبر والخلود للعاشقين.