مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مخيم الإمام الخميني للفتيان

دور رائد في الترفيه التربوي الهادف


غرسةٌ من أغراس الإمام الخميني قدس سره في بلد المقاومة، وصرحٌ للتربية والترفيه ابتدعته عقول تحمل هم الأيتام والمستضعفين وسواعد تبني وتغرس وتحرس، إنه مخيم الإمام الخميني قدس سره للفتيان.
لجنة إمداد الإمام الخميني قدس سره في لبنان، عندما قررت إنشاءه، وعت منذ اللحظة الأولى ضرورة هذه المشاريع وأهميتها على صعيد تكامل المشروع التربوي المتمثل بمدارسها ومدارس المؤسسات الإسلامية الأخرى، فالمناهج التي تسمى "باللاصفية" هي الإطار المناسب لصهر الأفكار التربوية التي تبني شخصية الطفل ولصبها في وجوده في أوقات يترفه فيها مبتعداً عن أجواء المدرسة والبيت والشارع، وهذا المخيم أسس ليكون البيئة الأنسب، إن من ناحية البناء والطبيعة وإن من ناحية البرامج، لمثل هكذا عملية ولهدف بقدسية هذا الهدف.

ونستعرض معاً في هذا المقال المخيم من ناحية الشكل الخارجي من حيث التنظيم وأدوار الأبنية والمعدات المتوفرة فيه ومن ناحية الدور من حيث البرامج والأنشطة والخدمات التي يقدمها.
أما على صعيد الشكل الخارجي والموقع يقول المهندس عبد المنعم نون يقع المخيم على مساحة 17 دونماً في أرض الطيبة على بعد خمسة كيلومترات جنوبي بعلبك.
عند مدخل المخيم يوجد موقف للسيارات ومستودعات للتموين والتجهيزات، محطة وقود ومحطة كهرباء، أيضاً هناك مكان لصيانة الآليات والآلات الموجودة في المخيم.
أما الملاعب الرياضية تقع بعد ما ذكر وهي ملعب لكرة السلة ولكرة الطائرة وهما حسب القياسات الدولية، وهناك ملعب لكرة القدم وكرة المضرب كذلك يوجد العديد من طاولات البينغ بونغ.
أيضاً هناك المبنى الإداري ويتألف من طبقتين، الأولى مكاتب إدارة المخيم، إدارة البرامج الثقافية التربوية... كذلك هناك المستوصف والصيدلية ومكتبة للمطالعة.
والطبقة الثانية غرف استراحة لمدراء المخيم وقاعة اجتماعات كبيرة.

المطعم ويتسع لـ 250 شخصاً تقريباً، ويضم مطبخاً يحتوي على أحدث التجهيزات، ويلبي الطلبات كافة لروّاد المخيم.

قرب مبنى المطعم هناك المبنى المخصص للوضوء وحمامات الخدمة والاستحمام. بعدها باحة كبيرة تتوسطها بركة مياه ونافورة ويتوسط البركة شعار لجنة إمداد الإمام الخميني قدس سره.
أربع عشرة خيمة (عدد المعصومين (عليهم السلام)) تحيط بهذه الباحة، وكل خيمة تتسع لأربعة عشر شخصاً مجهّزة بأسرّة وخزائن وهناك برادات مياه بين الخيم، وبعد الخيم هناك مصلّى وقاعة مسرح تتسع لمئة وخمسين شخصاً وهي مجهزة بشكل تام.
أما المسبح فطوله عشرون متراً وعرضه عشرة أمتار وسعته أربعمئة ألف ليتر ويتفاوت عمقه بين الثمانين سنتم وثلاثة أمتار ونصف، وهذه المياه تصفى عبر عدة مصافٍ لا تسمح حتى لحبة الرمل بالمرور، بعد مرحلة التصفية تأتي مرحلة التعقيم وإعطاء نسبة من مادة الكلور وغيرها في الماء لتعود هذه المياه إلى المسبح مصفاة ومعقمة، وتتم هذه العملية بشكل متتالٍ وذلك للمحافظة على سلامة الزائرين من الأمراض الجلدية.

أيضاً المسبح مجهّز للسباحة الليلية من حيث الإضاءة داخل المياه وخارجها، كذلك المخيم مجهّز بالإنارة بجميع أقسامه.
تحت المسبح هناك حمامات للاستحمام مجهزة بخزائن لأغراض من يرتاد المسبح.
قرب المسبح هناك حديقة تحتوي على جميع أنواع الأشجار المثمرة، تحتوي أيضاً على شلال اصطناعي وسواقي تعطي الحديقة منظراً رائعاً.
وأخيراً يذكر المهندس نون أن هناك مشروعاً قائماً حالياً لاستقبال الزائرين طيلة أيام السنة، كذلك نشير إلى أنه يوجد نواة مدينة ملاهٍ للأطفال.

أما على صعيد الدور والحركة فإن المخيم يجمع بين صفتي المنتجع والمخيم الترفيهي المعد لاستقبال الفتيان ما بين 8- 15 سنة في دورات ينظمها القسم التربوي في لجنة إمداد إمام الخميني قدس سره خلال فصل الصيف من كل سنة.

فالمخيم يستقبل خلال أيام نهاية الأسبوع مختلف الفئات التي تريد الاستفادة من مسبحه ومطعمه والمنشآت كافة الموجودة في داخله أما خلال أيام الأسبوع فهناك الدورات المبرمجة والمنظمة لأطفال عوائل لجنة إمداد الإمام الخميني قدس سره من مختلف المناطق اللبنانية. أما باقي المؤسسات فيمكن لهم الاستفادة من جميع ما هو متوفر من خلال دفع كلفة الاستهلاك فقط، حيث من المقرر إرفاد المخيم بالطواقم التي تُعِد البرامج وتنفذها والتي ستصبح في خدمة هذه المؤسسات.

أما الآن فخلال الصيف تجرى ثلاثة دورات واحدة منها تحضيرية لرحلة الطلاب إلى إيران للتعرف إلى مخيمات اللجنة هناك. والدورة هي عبارة عن التالي:
1- حوالي المئة وعشرين طالباً من أعمار متقاربة ومن مختلف المناطق اللبنانية.
2- حوالي الستة عشر مدرباً بالإضافة إلى الطاقم العامل في المخيم.
3- البرامج والأنشطة: وهي الأعمال والأفعال التي يقوم المدربون بإجرائها مع الطلاب على مدار أيام المخيم وهي تتوزع على التالي:
أ- البرنامج الصباحي وهو عبارة عن الاستيقاظ وقت صلاة الصبح والرياضة الصباحية وترتيب الخيم وإجراء الأعمال الريادية التي يجري عليها التفتيش لتحديد الخيمة الرائدة التي يكون لها شرف رفع العلم وتسمية النهار في جو احتفالي مشوّق يعقبه جلسة توجيه وارشاد حول برنامج النهار والتصرفات التي يجب القيام بها. ثم توجه الطلاب إلى الخيم ثم إلى المطعم لتناول الفطور.

ب- فترة قبل الظهر التي تعقب الفطور والتي تتوزع على سباحة- دروس ثقافية- توجيهات صحية- ألعاب شد الحبل ولعبة الأعصاب والسهام والجري بالأكياس... الخ.

ج- فترة الصلاة والغداء ويعقبها فترة راحة.

د- فترة بعد الظهر والتي يرتكز فيها على الأنشطة الرياضية ككرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة حيث تجري المسابقات في أجواء من التنافس والتشويق.

هـ- فترة المساء وهي الصلاة والعشاء والمسرحية التي يُعّد لها خلال النهار مع مسؤول الأنشطة الفنية والتي يشارك بها الأطفال إلى جانب المدربين.
كل هذا مع الإشارة إلى أن الدورة تفتتح بشكل رسمي حيث يترافق الافتتاح مع توزيع الحلوى وإلقاء الكلمات والإنشاد وتختتم أيضاً بشكل رسمي حيث توزع الهدايا على الجميع قبل مغادرة المخيم لا سيما المتفوقين في الألعاب والنشاطات.هذا وتوزّع خلال الدورة الألبسة الرياضية والقبعات الخاصة بالإمداد والتي يحتفظ بها الطلاب.

أخيراً تجدر الإشارة إلى أن ما تستطيع هذه الدورات فعله في أنفس الطلاب لا يمكن تصوره فالكادر العامل إذا اتّصف بالأخلاق الإسلامية الحقيقية فسوف يترك في نفوسهم ذكرى لن تمحوها الأيام بل سوف تطبع ذهن الطالب بطابع لن ينساه وسوف يكون له الأثر البالغ في تكوين شخصيته المستقبلية.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع