لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد مرقد السيّد: ملاذُ القلوب في لبنان إحسان عطايا: السيّد في وجدان فلسطين سيّد شهداء الأمّة: طالبُ علم من النجف حتّى الشهادة الشيخ جابر: شهيدنا الأســمى كـان سيّد القوم وخادمهم السيّد الحيدريّ: ارتباطي بالسيّد نصر الله ولائيّ وفقهيّ مع الإمام الخامنئي | أوّل دروس النبيّ : بنــاء الأمّــة* نور روح الله | تمسّكـوا بالوحدة الإسلاميّة* أخلاقنا | سوء الظنّ باللّه جحود* فقه الولي | من أحكام مهنة الطبّ

آخر الكلام: الدمية وصاحب الحبال

نهى عبد الله

رفعت الدُمية "غفلان" يدها معلنةً إنهاء دور الدمية الأخرى في المشهد التمثيلي، ليتم استبعادها نهائياً، بعد أن قامت بالدور الرئيس في المشهد نفسه لعدة سنوات. أما الآن فـ"غفلان" الدمية الأفضل، والدمية الأخرى تقوم بدور صغير، وسيتم إلغاؤه من المشهد قريباً.

أُسدلت الستائر، ووضع "صاحب الحبال" الدمى المتحركة إلى جانب بعضها. كانت "غفلان" تبدو جديدة ولامعة، فيما رأت أن الدمى الأخرى بالية، ومنها المهترئة التي ما عادت تصلح إلا لسلّة المهملات.

قاطع تفكيرَها سؤالٌ من الدمية التي استبعدتها في المشهد الأخير: "هل تعتقدين أنك باقية هنا إلى الأبد؟ جميعنا خلنا ذلك، لكننا كما ترين... نتآكل عبر السنين. هل تعتقدين أن المجد الذي تعيشينه من صنعك؟ انظري إلى الحبال التي تنتهي بها أطرافك، ستتأكدين أن كل ما نقوم به يخطط له "صاحب الحبال" ويدفعنا للقيام به. ولأن استبعادي قد أرضى غرورَك، شعرتِ بالزهو بهذا العمل. لكن انتظري حتى يقرر التخلص منك، عندها ستبدو الحبال لك سلاسل ثقيلة".

لم تطل الأيام، فقد أخذ "صاحب الحبال" الدمى الخاضعة له لتقوم بتمثيل مسرحيته، وقد أحضر دمية جديدة، أمسكت بـ "غفلان" ورمت بها إلى الأرض: "انتهت أيامك يا عجوز". نظرت "غفلان" إلى "صاحب الحبال" تستنجد به، لكنه لم يحرك الحبال... إلا للتخلص منها. أدركت أنها ليست إلا دمية، مستسلمة لإرادة تاجر ألعاب فقط.

في مسرح الحياة، "غفلان" هو أكثر من مجرد دمية، هو نحن عندما تأخذنا الغفلة ليتحكم بنا "صاحب الحبال" الذي يكيد الحبائل، ويبقى يقظاً خلال غفلتنا تلك، فيسلب عنا إرادتنا، ونستسلم له بسرور، فيتصرف بحياتنا، لكن عندما نقع في المعصية والغرور سيتبرأ منا ليقول: "إني بريءٌ منك إني أخاف الله رب العالمين".
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع