جرت الأيام وتوالت السنون، ولا زلت أستيقظ على صوتك، أرنو إلى نظراتك، أرى فيك قمراً في عتمة الليالي، من سنا مقلتيك أنير دروب الظلام، من يديك الجميلتين أستشعر دفء الحياة، من قلبك أسكب فيضاً من حنان يُطلقني طفلة مطمئنّة متناسية غدر الحياة، أخطف من قدميك خطاك السليمة في أن تكون "إنساناً" ليس كسائر البشر، بل إنساناً يأخُذ من إنسانيّته ضميراً يحكم تصرفاتك، وقلباً ما به لا يغيّره الزمن، أظنّه قلب ملاك ينشطر ليرأف بقلوب الآخرين، يصمد أمام جلّ المصائب مستبشراً برحمة الله.
وإليك أعود...
سندي أنت... ريحانة عمري أنت... تنثر جميل الكلام وعبير الأحلام. هذا جُلُّ ما استطعتُ رسمه. فما لي!! لا أقدر أن أرسم صفات أراها دوماً أم أنّ اليراع أخجلني؟! أحارُ بك أبي.. كسرت يراعي أمام شموخ يراعك ..
أبي.. أبارك لك عطاءك، باكورة حصادك التي أودعتها رواية تحكي الإنسان في إنسانيّته. تلامس السير على خطى علي بن أبي طالب عليه السلام، تحكي ظلم الحياة وغدر الزمان. تحكي روح الفقراء ومعاناتهم، تحكي أن العطاء أداة ليس لتقديس الأشخاص جهراً، بل لتقديس الأرواح سراً.
أتمنّى أبي أن يحفظك ربّي ودام حبّك الأول في قلبي...
ابنتك.. رحاب عبد النبي حسين