ندى بنجك
.. إذا جاء نصر الله والفتح..
ورأيت فجراً يطلع من جبين حر..
وسوطاً في كفِّه يلمع..
فلتعلم كل الدنيا ولتسمع..
حامي بلادي..
فدائي.. ناريٌّ.. لا يجزع..
مقاوم..
أنفاسه نبت المواسم..
والأرض قبضة يده..
عيناه النور وجمْرُ النار..
صوته مآذن لكلِّ القرى..
وكل خطوةٍ منه مطلع انتصار..
هذا هو المقاوم..
يا أُمِّي انفضي عنك أيّام التعب..
ولا تخافي بعد ولا تدمعي..
هذا الذي جاء يُنذر بالموت الأسود لقاتلك ويسقيه الغضب..
هذا إن حدَّق يقْطُرُ لهباً ويُضيء الشهب..
هذا المقاوم يرشُّ خطاه مجداً على كل طريق وتلّة..
يتنفّس.. فتنبتُ ألف زهرة..
صوته ليس يكْبُتْ..
على وقع خطاه كل صخر يتفتَّت..
ناره من دفء دماه لا تخمد..
ومن غيره للباغي ألغامٌ وخناجر..
اعصارٌ يلهب اعصاراً..
نارٌ تُشعل تراباً قبضات أرض ودساكر..
من غيره
ينصب الاعلام..
يلوّح للمجد.. للنصر..
ويُنشد للأمام..
هِمَّة باقتحام..
هذا هو المقاوم..
فجر دم يؤلّف شموساً وأزهاراً..
يمشي إلى كل قلبٍ.. إلى كل درب..
يُشعل بيادر وردٍ وأمواج قمحٍ في قرانا..
يا كل قرانا..
قومي عانقيه..
واقطفي موطن الأمان من موطن صدره..
تجمَّلي من ورده..
واشربي من خفقة نبض حياةٍ لا يموت..
يا كل قرانا..
لا ترفعيها بعْدُ مناديل الأسى..
وعندك مقاومٌ لا ينسى..
ها هو يشرب دمعك.. يُعلّي صوتك..
يزرع مواسمك من قلبه ورداً أحمر..
يملأ أغلالك من دفق روحه وسنى عينيه..
يقولُ للعزِّ توقّف عند اعتبار هذي القرى ولا تهجر..
اليوم.. وفي كل يوم..
نخشع أمامك صامتين..
يا علم الوطن الذي اعتلى..
يا أرض العزّ..
يا أنشودة تملأ المدى..
أيها المقاوم..
أنت الذي ارتقيت..
وذا دمك يحكي.. أن حزبك لله وحده.
اليوم وفي كل يوم..
نخشع أمامك صامتين..
مع خَفْق أزليٍّ يتردّد مع قول الرحمن:
﴿فإن حزب الله هم الغالبون﴾..