مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

افتتاحية العدد: اللهو.. خطر مدمر



لا، أبداً لم تكن الحياة التي نعيش مجرد شهور وسنوات يعمّرها المرء في لهوه وغفلته، فإذا ما جاء ملك الموت لأخذ الوديعة، فإن الشتاء سيُسدل على كل الماضي الذي لم يحمل معه إلا بعض المفاهيم الخاطئة، وينسف كل التصورات التي كانت تتوهم أن الدنيا للهو طالما أنها هي كذلك ﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور (الحديد: 20)

وساعتئذٍ لن يملك المخلوق الضعيف أي جواب على السيل العارم من الأسئلة التي تواجهه يوم القيامة والتي تسأله عن عمره وشبابه وأوقاته وصحته.. وسيدرك ساعتئذٍ الإنسان قيمة ما بلّغ به أنبياء اللَّه ورسله.
نقول هذا ونحن نشاهد المراكز اللهوية التي باتت تنشر في مجتمعاتنا وتنخر عظام همم شبابنا اليافعين ليتحولوا إلى اشخاصٍ لا همّ لهم في دنياهم إلا الاشتغال ببعض الألعاب التي تدمِّر طاقات شبابنا الواعدة، وأن المراقب لحركة تلك المراكز وانتشارها السريع يدرك جيداً أنها تأتي من ضمن خطة مدروسة لجرف شبابنا وإلهائهم عن الاستحقاقات التي تنتظرهم، وكأن خطورة التلفزيونات وحدها لا تكفي أمتنا حتى راح الأعداء يخططون لدمارها وعلى كل المستويات.

ولا يخفى على ذوي الألباب أن المستكبر الخائف من فكرنا ومعتقدنا، إذا ما أراد أن يقضي على حاضر أمةٍ، فإنه يسعى للقضاء على ثقافتها وتاريخها وتراثها ليسهل بعد ذلك صنع أي شيءٍ معها، وهل هناك أخطر من تعطيل دور الإنسان الخليفة وسلبه الذي أصبح من أجله إنساناً؟ فها هو أمير المؤمنين عليه السلام يحذرنا من اللهو فيقول: "للهو يسخط الرحمن، ويرضي الشيطان، وينسي القرآن"، ويقول عليه السلام: "اللهو يُفسد عزائم الجد"، وفي مورد آخر يقول عليه السلام: "لم يعقل من وله باللعب، واشتهر باللهو والطرب".

فهلمَّ أخوة الإيمان نشمِّر عن ساعدي عزائم الجد لئلا نسخط الرحمن ونرضي الشيطان، وإلى مزيد من التعقل لمعرفة أدوارنا في الحياة التي يعطلها الوله باللعب واللهو والطرب، فالمؤمن "لا يلهو حتى يغفل فإذا تفكر حزن" كما أخبرنا الإمام الحسن عليه السلام والمؤمن لهوه في مفاكهة الأخوان والصلاة بالليل.. كما أرشدنا الإمام الباقر عليه السلام.. بعد هذا كله ماذا ترانا فاعلين؟


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع