مهداة إلى الشهيد محمد كامل دربج (أبو صالح)
محمد!...
وهل التيمن بأشرف الخلق
إلا سمة تميزك؟
أم أراك استقرأت علياً
فبلغت به الشجاعة التي امتلكت؟
بل وجدتك تذوب في الحسين عليه الصلاة والسلام
لتصل إلى قمة البرّ
أبا صالحٍ
وهل انتظار الفرج
إلا بالجهاد والتضحية؟
لقد عرفتك أستاذاً
ورسول عطاء
فعلمني كيف أكون ما أريد؟
كيف أكون للعهد وفياً
خذ بيدي إلى اطمئنان النفس
أيها العلوي
علّمني كيف أبتسم حين الصعاب
وأذرف الدمع خشوعاً في غيرها
علمني كيف أدحر ذاك الشيطان
الذي يستدرجني إلى حب الدنيا
كيف أقتل إبليس نفسي
المتربع على عرش شهواتي
يا دمعة المتهجد
ونفحة الليل المفعم بالعبادة
يا نسمة السحر
توزع الأحلام أملاً
يا روعة الفجر
يعلن عن إشراقة شمس الانتصار
يا قطرة الطلِّ
تنساب من دمك
لتسيل على ورود قلوبنا الملوعة
فتوضىء أرواحنا من العبودية لغير الله
أرجوك أيها المعلم.. الشهيد
إليَّ بدربة من شمم إخلاصك
كي أنعتق من معاصيّ
كي أختصر الطريق إلى الجنة
أخبرني كيف امتلكت زمام أمرك
ووفقت للحسنى
هل لي أن أبلغ مجاميع فضلك
وأنت الشاهد فينا؟
أم هل تراني أسبر أغوار
كنهك
لألتمس من عليائك قبساً
وأنت المشع نوراً...
كلا....!
إنها الشهادة
إنه التوفيق من الله
وما يوفاه إلا ذو حظ عظيم
حاتم المقدم