| مرُّوا فحيَّا الندى.. ورداً وأوراقا | مُقلَّدينَ نجومَ الليلِ أطواقا |
| كأنّهم ْمُهجُ الأقمارِ عابرةٌ | لموعدِ الحبِّ أسدافاً وأطباقا |
| من ها هنا عبروا التاريخَ أرصفةً | إلى الخلودِ فأحنى الرأسَ وانساقا |
| من ها هنا ركِبوا التاريخَ وانتظروا | على خيولِ السما أهلاً وعُشاقا |
| بالأمس ِكانتْ على الدنيا ملاعبُهمْ | تُساير ُالنجمَ أفعالاً وأخلاقا |
| إنْ شرَّقوا كانتِ الزهراءُ سِدرتَهمْ | أو غرَّبوا كانَ ذو النورين.ِ. رقراقا |
| فكلُّهمْ ثورةٌ للحقِّ صاعدةٌ | روحاً وعقلاً وأوطاراً وآفاقا |
| وآخرُ الهمِّ دُنيانا بما حملتْ | من الملذَّاتِ أحمالاً وأوساقا |
| فمَنْ توسَّم َأهلُ البيتِ جبهَتهُ | يضيق ُبالأرضِ فاضَ الرزقُ أو ضاقا |
| حقُّ الشهيدِ علينا أنْ نتابعهُ | أحطَّ بالنجم ِأو في عدنْ أو فاقا |
| ما نالها عزةً لو لم يكنْ رجلاً | اسماً ومعنى وشيئاً فوقَ ما اشتاقا |
| شهيدُ حقٍّ كتابُ الله يعرفُه | أولاهُ من سورة ِالرحمنِ أعلاقا |
| دمُ الشهيدِ كفوفُ الله تجمعهُ | من قبل ِأنْ يرتمي في الأرض ِمِهراقا |
| دمُ الشهيد كتابُ الله يقرأهُ | مَنْ كان في عالمِ الأرواحِ ذوَّاقا |
| دم ُالشهيد إلى نور ٍتحوِّلهُ | أيدي السماءِ مَنْ رقَّتْ له راقا |
| معنى الشهادةِ أسمى من معارفِنا | وليسَ يعرفُها إلّا الّذي ذاق |
| ما كان في ملكوتِ الربِّ مُنشرحاً | مَنْ لم يوطِّنْ بحبِّ الموتِ أعماقا |
| هي الحياةُ وكلُّ الناسِ فانيةٌ | سوى الشهادةِ تُبقي مَنْ لها طاقا |
| مراتبٌ تستقي الأحرارُ جنَّتها | قد حلَّ ذروتَها مَنْ كان سبَّاقا |
| أجلُّ فردوسِها في ركْبِ مَنْ ربحوا | شهادةُ اليوم تثبيتاً وإحقاقا |
| من نور ِمعرفَة ِالرَّاقينَ أكتُبها | حُروفَ عزٍّ وأرجو اللهَ إشفاقا |
| فإنْ وفيتُ فهذا جُلُّ مطلبتي | والعفوَ إنْ قصَّرتُ دمعاً وآماقا |
| أردتُها زفّةً حولَ الشهيد ِلِما | قرأتُ عن منزل ِالفادينَ أوراقا |
حسن علي المرعي
1- ألقيت بمناسبة تكريم ذوي الشهداء.