كَكُحلِ العينِ يصوغُ البدرُ في مقلتيهِ،
ويشَّقّقُ الفجرُ مِنْ درِّ محيَّاهُ، وأحرفُ
النورِ من أحرفِ اسمه تنتشرُ في هذا الأديمِ
لِحَواريِّ الحقِّ يميلُ القلبُ من عطشِ الجفاءِ
ويخيِّمُ السُّهدُ إلى أملِ اللقاءِ به ذاكَ الذي
دعاهُ خاتَمُ الأنبياءِ: "عليٌّ يدُ الله"
هو حِصنُ الشَّكيمةِ والنضارِ
وكلامُهُ عزُّ افتخارِ؛
أيُّ هوىً هذا الذّي عَجَزتُ عن كنههِ،
كُبِّلتُ وصرِتُ رهين سرِّهِ، حيرانَ
في فُلكِهِ، أضيعُ في ثراه!
يا أسدَ الله ! جُعلتُ فداكَ ولعنتُ قاتِلَكَ
مراتٍ تكِلُّ بها الألسُنُ ولا تُعدُّ،
فذاكَ ابنُ ملجمَ مأواهُ لظى وفي تبابِ،
ظنُّهُ أن يُطفئِ اللُّججَ في أكْوارِها
وهو محصودٌ إلى الفناءِ،
مستعجلٌ قتلَ نفسهِ وتكديرِ صفوِها وترنيقِ عيشها
في فَدْفَدِ السَّعيرِ إلى اليومِ العسيرِ.
نور أحمد طليس