سارة الموسوي خزعل
عرّفنا في الحلقة الأولى (في العدد السابق) ماهيّة المكمّل الغذائي ومدى ضرورة أو حاجة بعض الناس إليه وإجابات عن إمكانية اكتفاء الإنسان بالغذاء المتوازن وعدم اللجوء إلى تناول المكمّل الغذائي، وهل تسبّب زيادة المعادن والفيتامينات في حال الإفراط في تناولها ضرراً على المُستهلك؟
وإليك -عزيزي القارئ- إجابات شافية لأسئلة تهمّنا جميعاً.
*هل يفضّل تناول قرص من الفيتامين المتعدّد (Multivitamins) كلّ يوم لتفادي النقص؟!
إذا لم تكن حالتك من الحالات المذكورة في الحلقة الأولى، وكنت تتناول غذاءً متنوّعاً ولا تحذف أيّ نوع من الأغذية من حياتك وكنت تتناول ثلاث وجبات في اليوم، فأنت لست بحاجة إلى المكمّلات الغذائيّة. أمّا إذا كانت وجباتك غير منتظمة وغذاؤك غير متنوّع، فربّما قد تحتاج إلى قرص يوميّاً. ولكن قبل أن تتكلّف كلفة المكمّلات الغذائيّة، حاول تنظيم وجباتك والتنويع في غذائك، من لحوم وبقول وخضار وفاكهة ونشويّات وحليب. فذلك ليس صعباً مطلقاً. وتذكّر أنّ المكمّلات الغذائية لا تحتوي على كلّ العناصر التي يحتويها الطعام من مواد مضادّة للأكسدة، وألياف، ومواد أخرى تساعد على امتصاص الفيتامينات والمعادن في الجهاز الهضمي.
*هل المكمّلات الغذائيّة المتعدّدة الفيتامينات والمعادن (Multivitamins) تحمي من الأمراض؟
جواب: أجرت مجموعة مؤلفة من 13 متخصصاً، دراسات لمعرفة مدى تأثير استخدام الفيتامينات والمعادن في مجال الحماية من الأمراض. وقد توصلوا إلى ما يلي:
1 - لا يوجد دليل يؤكد أن استخدام الـ(Multivitamins) يحمي البالغين الأصحاء من الأمراض.
2 - وجدوا أن هناك آثاراً معينة على الجسم نتيجة استهلاك نوع واحد من الفيتامينات أو المعادن:
VIT (A) -: المكمّل الغذائي منه يضرّ المدخنين لأنه قد يرفع نسبة الإصابة بسرطان الرئتين.
- الكالسيوم والـVIT (D) : يحمي من هشاشة العظام وترققها، ومن الكسور في فترة ما بعد انقطاع الطمث لدى المرأة.
- السيلينيوم: يقلّل من خطر الإصابة بسرطان البروستات والرئتين والأمعاء الغليظة.
- VIT (E): يقلّل من خطر الموت وأمراض القلب لدى النساء، وقد يقلل من خطر الإصابة بسرطان البروستات عند المدخنين الرجال.
* هل تختلف نوعيات المكمّلات الغذائيّة بحسب الشركات المصنّعة لها؟
قد يكون هناك بعض الشركات التي تهتم بنوعيّة الفيتامينات من حيث زيادة قابليّتها للامتصاص وغيرها.. ويعتمد بعض الشركات العناية بالأقراص من خلال تغليفها بأغشية تساعد في امتصاصها بشكل أفضل في الجهاز الهضمي.
إلّا أنه يمكن اعتماد بعض الطرق لجعل المكمّل الغذائي فعّالاً في الجسم:
1 - تناوله مع وجبة الطعام، إذ إنّ ذلك يزيد من امتصاصه لأن العصارات الهضميّة تكون فعّالة وتعمل على امتصاص الأغذية بشكل أفضل.
2 - هناك بعض الفيتامينات أو المعادن يزيد فعاليّة امتصاصها بوجود فيتامين آخر.
على سبيل المثال: الكالسيوم يزيد امتصاصه بوجود الفيتامين (D)، والحديد بوجود الفيتامين (C)، إلا أنّ تناول الكالسيوم مع الحديد كأقراص يقلّل امتصاصها في الأمعاء.
* هل المكمّلات الغذائيّة تفتح الشهيّة وتزيد الوزن؟
ليس هناك أي دليل علمي يظهر أن للمكمّلات الغذائيّة أثراً في فتح الشهيّة عند الأصحاء. إلا أنّه قد يُرجع الشهيّة إلى مستواها الطبيعي. إذ إنّ النقص في الفيتامينات قد يؤدّي إلى فقدان الشهيّة. ومن المهمّ أن لا يرى السمين أنّ النقص في الفيتامينات جيد لأنّه يقلّل شهيّته، فهذا النقص له آثار أخرى عدّة جعلت من الطبيب يصف هذا المكمّل الغذائي له، وليس الحل بإيقاف المكمّل إنْ كان لازماً، بل باتباع حمية منظّمة.
* هل قرص الـ فيتامين (C) منشّط حقيقي؟ وهل تناوله بكثرة آمن؟
إنّ افتقار الجسم إلى الفيتامين (C) الموجود في الخضار والفواكه بكثرة يجعل الجسم يحسّ بالتعب وقلّة النشاط. لذلك فإنّ المكمّل الغذائي من الفيتامين (C) قد يعيد للجسم حركته وحيويّته، ولكن يكفي استبدال هذا القرص بكوب من الليموناضة أو عصير البرتقال لاستعادة النشاط وأخذ الفائدة الأكبر.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الإفراط في الفيتامين (C)، خاصّةً المأخوذ من المكمّلات الغذائيّة، يؤدّي إلى الإسهال والمغص واللعيان، أمّا من الغذاء فهو أقلّ خطورة.