بالأمس طوينا عاماً ميلادياً، واليوم نكون قد افتتحنا الصفحات الأولى من العام 1996 الميلادي الشمسي، وقد اعتاد الناس على إحياء مثل هذه المناسبات بالسهرات الراقصة والموسيقى الصاخبة واللهو والمجون و.. لكن أحداً منهم – إلاّ القليل – لم يسأل نفسه: ماذا يعني استقبال عام جديد من العمر؟ وكيف ينبغي علينا استقباله؟
لو أردنا أن نعبر عن عمر الإنسان بأحضر عبارة وأوضح بيان لما وجدنا أفضل من الكلمة العلوية الهادية: إنما أنت أيام. فالعمر هو مجموع الأيام التي يحياها الإنسان. فإذا انقضى منه يوم ذهب بعض عمره، وبمقداره يكون قد اقترب من حتفه وأجله.
عزيزي القارئ
إنّ من خبر حقيقة الدنيا وتبصر بها، واستمع بأذن واعية إلى حكمة أمير المؤمنين عليه السلام: "ما أسرع الساعات في اليوم، وما أسرع الأيام في الشهر، وما أسرع الشهور في السنة، وما أسرع السنين في العمر"، فلا يعني له استقبال العام الجديد سوى "وقفة تأمل" و "جردة حساب".
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون﴾.
وإلى اللقاء