نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الافتتاحية: المهدي وحجاب المقدور



في غمرة لهبات لظى الأحداث المتفاقمة يحلو الحديث معك يا ابن الحسن، ويهيد الشوق لطلعتك المحمدية تقود الجموع.

لأنّنا يا مهدينا لا نزال نتجرع الغصص ولا نكاد نسيغها حينما نشاهد الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الموحدين في بقاع العالم، وحيالها نجد لزاماً علينا أن نتطلع إليك يا أملنا ويا أمل كلّ المكروبين، ولأنّنا يا قائم آل محمد حينما نرمق بأبصار القلوب ما يحصده المسلمون من مذابح تعتصر تلك القلوب وتدمع العيون ويخفت الأمل الذي سرعان ما ينتفض حينما نذكرك أيّها الإمام المتلهف لنصرة الحسين عليه الصلاة والسلام الباكي عليه دماً بدل الدموع لتقيه حدّ السيوق، ويا أيّها المتحضر والعاتب على الدهور التي أخّرتك لتذود عن سيد الشهداء كما في زيارة الناحية "فلئن أخرتني عنك الدهور وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محارباً ولمن نصب عليك العداوة مناصباً فلأندبنّك صباحاً ومساءً ولأبكين عليك بدل الدموع دماً حسرةً عليك وتأسفاً على ما دهاك وتلهفاً حتّى أموت بلوعة المصاب...".

وكأن قدرك يا ثار ثأر الله أن تعيقك الدهور عن إدراك كربلاء التي آلمتك وأوجعتك، وها أنت اليوم وفي اللحظات الحرجة ترى معاناة المستضعفين المتطلعين إليك في يومك الذي هو يومهم، ويبقى المقدور سداً يحجزك عن القيام بالدور الذي ادخرك الله لأجله، ولا ندري يا حجة الله كيف تحملت ما عانته المسلمات البوسنيات حين هتكت أعراضهن وسجنّ واغتصبن على يد الصربيين بوحشية لا توصف، ولا ندري يا أبا صالح كم احتسبت الدموع – أو الدماء – حين رأيت الأمهات الثكالى المفجوعات بأولادهنّ في لبنان، وكم تحملت مشهد جسد السيد عباس الموسوي وهو يحترق مع زوجته وطفله وكم تصبر وأنت ترى معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية الذين يموتون يومياً عدة مرات جراء ما يصيبهم من ألم وتعذيب، ولا نعلم يا باب الله الذي منه يؤتى كم آلمك وأنت ترى الدكتور الشقاقي مضرجاً بدم الشهادة الحسينية، وترى معه كلّ عناوين الإرهاب التي تمارس على مجاهدي فلسطين الذين لا يعبئون بكلّ الشعارات المصائد التي تستهدف روح جهادهم، وما أعظم صبرك يا بقية اله وأنت الذي شاهدت شلالات دماء شهداء الإسلام في إيران وهم يدافعون عن بقاء الثورة في حروب الكفر التي فرضت عليها، وعجبي لصبرك يا صاحب العصر ويا راية النصر حين شاهدت علماء الثورة في إيران وهم في محاريب الشهادة (شهداء المحراب) وفي مقر الحزب الجمهوري الذي تجاوز أفراده الزمن وتقلدوا على صدورهم وسام كربلاء، وعلى رأسهم الشهيد المظلوم بهشتي رحمه الله...

وما أشد صبرك وأنت تتحسّس آلام المتوجعين والمقهورين في السجون والزنازين العربية في مصر وتونس والمغرب والجزائر والأردن، أما عن صبرك للنكبات التي يمنى بها الشعب الكشميري الذي يراد مسح هويته، أم الشعب الشيشاني أم..نعم إنّ من حقّنا أن نقدر ما أنت فيه وإن من حقنا التطلع إليك، لأنّك البلسم للجراحات مهما كانت نازفة، ولأنّك الأمل المشرق للمعذبين والمعذبين في حبك.

واعذرنا يا إمامنا لكلّ هذا الأبق فها نحن نلملم الشعث، ونعقد العزم ونشدّ الرحال ونتفقد الزاد ونجهز النفس لنكون من جنودك، اعذرنا يا سرّ الزهراء المستودع، فلقد آلمنا طول الغياب وحلكة ظلام الليل والتجاء الناس إلى السامري المتجدّد والمتكرّر، فها نحن في الخط والنهج فكما كنا نرى طاعة الإمام الخميني من طاعتك، إنّنا اليوم نرى ذلك في القائد الخامنئي(حفظه الله) وها نحن والقائد والدنيا بالانتظار، وها نحن نتحرق للرؤية ونتلهف للمسة تراب عليها أثر قدميك الشريفتين، وها نحن نحارب لأنّنا نحمل اسمك في قلوبنا، والحسين على دمائنا، وكأس الشهادة على أكفنا، وزين العابدين في دموعنا، والحسن الزكي على قطع وأكباد شهدائنا الممزقة والمشظاة.

فها هي جدتك الزهراء تزهر باسمها في جامعة الأزهر الشريف في مصر، وها هي الحاملة لمصائب العترة الطاهرة تتربع في قلوب المسيحيين في أوروبا، وها هو اسم فاطمة يملأ الساحات والشوارع والكنائي في البرتغال وكأنها عليها السلام تريد بذلك توطين نفوس المسيحيين لقبول فكرة الصلاة خلفك لابن مريم البتول، وها هي الآمال تكبر في القلوب تشير إليك يا آية الله الكبرى، يا صوت العدالة السماوية ويا صوت الحق.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع