فيصل الأشمر
*دليل الحروف:
الألف في أواخر الأسماء المبنية
الاسم المبني: هو الذي لا يتغيّر شكل آخره بالحركات الإعرابيّة، بل يلزم حالة واحدة وحركة واحدة.
تُكتب الألف في الأسماء المبنيّة ممدودةً، نحو: "إذا" و"مهما" و"حيثما" و"أنتما". وقد شذّت خمسة أسماء وهي: لدى، وأنّى، ومتى، وأولى (اسم إشارة) والأُلى (اسم موصول).
*من غريب مفردات القرآن الكريم
رخا:
الرخاء: اللين، من قولهم: شيء رخو، وقد رخي يرخى، قال تعالى: ﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ﴾ (ص: 36). ومنه: أرخيت الستر.
رتعَ:
الرتع أصله: أكلُ البهائم، يقال: رتع يرتع رتوعاً ورتاعاً ورتعاً، قال تعالى: ﴿يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ (يوسف: 12)، ويُستعار للإنسان إذا أُريد به الأكل الكثير، وعلى طريق التشبيه.
*أخطاء شائعة
- يُقال: أدّاه حقَّه، والصحيح أن يُقال: أدّى إليه حقه، قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ (النساء: 58).
- يُقال: استأذن منه، والصحيح أن يُقال: استأذنه، قال تعالى: ﴿فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ﴾ (النور: 62).
- يُقال: أسفَ لفلان، والصحيح أن يُقال: أسف على فلان، أي حزنَ لأجله. قال تعالى: ﴿وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ﴾ (يوسف: 84).
- يُقال: أكّد على أقواله، والصحيح أن يُقال: أكد أقوالَه، لأن فعل أكّد يتعدّى بنفسه ولا يحتاج إلى حرف الجرّ "على".
*من الشعر العربي
قال الشاعر المصري الراحل أحمد شوقي في نكبة دمشق عندما ضربها الفرنسيّون بعد اندلاع نيران الثورة السوريّة الكبرى في العام 1925 م من قصيدة له مشهورة:
سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ | وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ |
وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي | جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ |
وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي | إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَداً وَخَفقُ |
وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي | جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ |
دَمُ الثُوّارِ تَعرِفُهُ فَرَنسا | وَتَعلَمُ أَنَّهُ نورٌ وَحَقُّ |
جَرى في أَرضِها فيهِ حَياةٌ | كَمُنهَلِّ السَماءِ وَفيهِ رِزقُ |
*اسمٌ ومعنى
ساري: سَرَى اللَّيْلُ : مَضَى وَذَهَبَ، قال تعالى في الآية الرابعة من سورة الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إذَا يَسْرِ﴾ (الفجر: 4)، وسَرى الهَمُّ: ذَهَبَ، وسَرَى الليلَ به: قطعه بالسير، فهو سارٍ.
*طرائف نحويّة
- قيل لبعضهم : ما فـَـعَـلَ أبوك بحمارِهِ؟ فقال: باعِــهِ، فقيل له : لمَ قلت "باعِــهِ" ؟ قال: فلم قلتَ أنت "بحمارِهِ"؟ قال الرجل: أنا جررته بالباء، فقال الآخر: فلمَ تجرّ باؤك وبائي لا تجرّ؟
- جاء رجل الى أحد النحويين فسأله: "الظبي معرفة أو نكرة؟" فقال: "إذا كان مشوياً على المائدة فهو معرفة، وإن كان يسرح في الصحراء، فهو نكرة"، فقال له الرجل: "أحسنت، ما في الدنيا أعرف منك بالنحو".
*من ذخائر الأدب
كتاب "الإمتاع والمؤانسة" للأديب والفيلسوف أبي حيان التوحيدي (310 - 414 هـ / 922 - 1023 م)، من أعلام القرن الرابع الهجري.
امتاز أبو حيان بسعة الثقافة وحدّة الذكاء وجمال الأسلوب، كما امتازت مؤلفاته بتنوّع المادة، وغزارة المحتوى، فضلاً عما تضمنته من نوادر وإشارات تكشف بجلاء عن الأوضاع الفكريّة والاجتماعيّة والسياسيّة للحقبة التي عاشها، وهي - بعد ذلك - مشحونة بآراء المؤلف حول رجال عصره من سياسيّين ومفكّرين وكتّاب.
وكتاب "الإمتاع والمؤانسة" من ذخائر الأدب العربي، ويضم مسامرات سبع وثلاثين ليلة قضاها التوحيدي في منادمة الوزير "أبي عبد الله العارض"، جمعها "التوحيدي" وأهداها لـ "أبي الوفاء المهندس" الذي وصله بالوزير "أبي عبد الله". وهو ثلاثة أجزاء. ويضم الكتاب أضواء كاشفة لحياة الأمراء في النصف الثاني من القرن الرابع، وما كان يدور في مجالسهم من حديث وجدال وخصومة.
*الأجوبة المسكتة
- دخل عُديّ بن حاتم على معاوية، وعنده عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له عبد الله: يا عديّ متى ذهبت عينك؟ قال: يوم قُتِلَ أبوك هارباً، وضربتَ أنتَ على قفاك مولِّياً، وأنا يومئذ على الحق، وأنت وأبوك على الباطل.
- شهد أعرابيّ بشهادة عند معاوية على شيء، فقال: كذبت. فقال: الكاذب والله مزمّلٌ في ثيابك. فتبسم معاوية وقال: هذا جزاء مَن عجّل.
- أنشد ابن الرِّقاع قصيدة يذكر فيها الخمر، فقال له معاوية: أما إني قد ارتبت فيك في جودة وصف الشراب، فقال: وأنا قد ارتبت بك في معرفته.
*من بلاغة أهل البيت عليهم السلام
من كلام لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فلم يبق منهم تحت أديم السماء إلا رجل في الحرم منعه الحرم من عذاب الله". وفي هذا الكلام مجازان: (أحدهما) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: تحت أديم السماء، فجعل للسماء أديماً، يريد ما ظهر منها للأبصار، تشبيهاً بأديم الحيوان، والأديم هو الجلد، ويقال أيضا: أديم الأرض، ويراد به ما ظهر منها للناس. (والمجاز الآخر) قوله صلى الله عليه وآله وسلم: فمنعه الحرم من عذاب الله، وحرم الكعبة على الحقيقة غير مانع من العذاب الذي يريد الله سبحانه أن ينزله بالمستحقين، وإنّما المراد أن الله تعالى جعل الحرم ملجأً لعباده تعظيماً لقدره، فمن استجار به من عذابه عند معصيته جاز أن يؤخّر عنه العذاب ما كان متعلّقاً به(1).
1.كتاب المجازات النبوية، للشريف الرضي، ص86، بتصرُّف.