1 - الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف
إن هذه السمة من سمات المنافقين الأساسية لا ينفكون عن الاتسام بها، إذ أنها المعين الذي يعبرون به إلى تحقيق أهدافهم المنشودة، عبر تضليل الناس وإراءتهم المنكر معروفاً، وتصوير الشر خيراً، فيضلون بذلك خفاف العقول وضعاف النفوس، ويزرعون فيهم الأفكار الباطلة والفاسدة قال تعالى: ﴿الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ "التوبة/67 "
2 - الشك في وعد الله:
وهذه صفة ثانية من صفاتهم الدنيئة فهم بسبب كفرهم وأمراض قلوبهم يشككون في وعود الله والرسول ويعتبرونها غروراً وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على عدم دخول ذرة من الإيمان في قلوبهم فزادهم الله تعالى لذلك مرضاً إلى أمرضاهم ورجساً إلى رجسهم ولعنهم بما كانوا يعملون قال تعالى: ﴿وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا﴾ "الأحزاب/12 "
3 - مخادعة الله والذين آمنوا:
قال تعالى واصفاً المنافقين: ﴿يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ "البقرة/9 " فإنهم يظنون أنهم بإظهار التقى والإيمان يخادعون الله والذين آمنوا، إلا أنهم في الحقيقة لا يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون.
4 - تسفيه المؤمنين والاستهزاء بهم:
وتتبدى هاتان الصفتان من معالجة سورة البقرة لمواصفاتهم حيث يقول عز من قائل من الآيتين 13 و14. ﴿وإذا قيل لهم آمنوا كما أمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء إلا أنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون وإذا لقوا الدين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا أنا معكم إنما نحن مستهزئون، ولكنهم لا يعلمون أن الله سبحانه يستهزئ بهم ويعدهم في طغيانهم وضلالتهم﴾، لما استحقوه من الضلال.
لقد تحدث القرآن الكريم في أكثر من موضع ومكان عن المنافقين فعرفهم وأشار إلى صفاتهم وأفعالهم الشائنة، في خطوة منه لفضحهم ووقاية المسلمين منهم، لما يمثلونه من خطر على الأمة الإسلامية يشتد ليتجاوز خطر الأعداء الخارجيين، وذلك أنهم يسعون لإيقاع الأذى بالأمة وتفتيتها من داخل، وهذا أخشى ما كان يخشاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمته حيث قال: "أن أخوف ما أخاف عليكم بعدي كل منافق عليم اللسان".
فماذا من صفات في القرآن الكريم عن المنافقين؟
5 - الخشية من الناس:
قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾ "النساء/77 " هذه الصفة من صفاتهم وهي خشية الناس دون الله هي على طرف نقيض مع صفة المؤمنين وأولياء الله، الذين يأتي الناس
ليخوفوهم الناس، فيزدادون إيماناً ويحتسبون أمرهم عند الله ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ "آل عمران/173 " ويعرفون أن تلك ما هي إلا تسويلات وتخويفات من الشيطان يخوف بها أولياءه.
6 - الخوف من افتضاح أمرهم:
هذه الصفة تفيد في معرفة المنافق واكتشاف أمره، إذ أنه بمجرد وقوع أي أمر أو إثارة مواضيع كالشرك والنفاق أمامه، فإن لونه يتغير وكيانه يضطرب فيحسب كل صيحة عليه، وأنه المقصود من الكلام ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ "المنافقون/4 "
إضافة إلى ذلك فإن المنافق يخاف من افتضاح أمره بتنزيل الله سبحانه سورة تكشف أمره وتبين سريرته، وهذا مختص بزمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. قال تعالى: ﴿يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ اسْتَهْزِؤُواْ إِنَّ اللّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ﴾ "التوبة/64 ".
هذا وهناك كثير من الآيات لم نأتِ على ذكرها مراعاة للاختصار.