ولاية الفقيه ولاية سماوية
* ولادته، جهاده، استشهاده
بدأ التزامه الديني في سنة 1978 ومع انتصار الثورة الإسلامية المباركة في إيران ومن خلال تعلّقه بالجهاد وحب الله انتمى الشهيد إلى المقاومة الإسلامية عام 1986 حيث تفرّغ للمرابطة على ثغور المقاومة للدفاع عن الإسلام وأهله، إضافة لقيامه بعدّة شاطات أخرى ومنها رياضية حيث كان مسؤولاً عن فريق رياضي في بلدته وكان أيضاً قائداً كشفياً في فوج الكشاف إضافةً لحضوره الدروس الدينية والثقافية.
شارك في عدة دورات عسكرية أهّلته للقيام بالعمل العسكري بشكل واسع إلى أن استشهد في إقليم التفاح دفاعاً عن ثغور المقاومة الإسلامية على أيدي المنافقين بتاريخ 27/7/1990.
* وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
أطلب المسامحة من والدي ووالدتي عن جميع تصرفاتي معهما مهما كانت.
يا أماه إن أردت البكاء عليّ فليكن على سيد الشهداء عليه الصلاة والسلام وكوني صابرة كزينب عليها السلام. وأنت يا والدي لطالما تحمّلت الكثير الكثير من أعمالي. أرجومنك أن تتحمّل مؤتي لأنّني أردت رضا الله وطريق الوصول إلى الله صعبة يجب أن نتعب الكثير لكي نصل وأرجوأن يكون أخوتي بمستوى المسؤولية والوعي لكي يلقوا الله بوجه أبيض وبقلبٍ سليم وبعمل نظيف لأنّ الدنيا زائلة والآخرة خير وأبقى والعاقبة للمتقين.
أهلي أطلب منكم أن تعملوا بوصيتي جيداً لكي أرتاح في قبري ﴿وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (البقرة /154).
"إنّ الشهادة إرث ورثناه من أولياء الله" الإمام القائد.
لا إله إلاّ الله العظيم الحليم. لا إله إلاّ الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين الله إنّي أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كلّ بر والسلامة من كلّ إثم.
اللهم برحمتك في الصالحين فأدخلنا وفي عليين فارفعنا وقتلاً في سبيلك مع وليّك فوفّق لنا.
مع أنّ الدنيا جميلة ومحبوبة وتجر الإنسان إليها لكن العطيّة الربانية وبيت الآخرة هي أجمل بكثير وأعلى وأرفع وأسمى منها، إن كانت أبداننا للموت أنشئت فلماذا لا تقطع بالرصاص إرباً إربا في سبيل الله عزّ وجل. إلهي وربي كن شاهداً وناظراً كيف يتوضأ الإخوان باشتياق ويتهيؤون للقائك.
يا حسين يا روح الأنبياء الطاهرة انظر إلى أصحابك إلى جنودك كيف يتوقون لزيارة قبرك الطاهر كن شاهداً على الجبهات كيف يحارب أمثال حبيب بن مظاهر وعلي الأكبر والقاسم مع أعداء الإسلام. ويا مولاي يا منجي عالم البشرية يا حجّة الله يا وارث الأئمة وطريق الأنبياء ويا قائد كلّ قوات الإسلام الحجّة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف نحن ندعوك لمساندتنا ندعوك متوسلين راجين أن تحضن رؤوسنا في حجرك مثل أبي عبد الله عليه الصلاة والسلام فإنّه دواء لجراحنا وسكينة لقلوبنا.
وأنت يا خميني يا حبيب قلوبنا يا قلب الأمة الإسلامية يا أسمى الإيمان والتقوى يا مثال المقاومة والإيثار، إشفع لنا عند الله واسأله أن يمنح جنودك النصر والعزّة. إلهي إني لا أملك غير دمي الرخيص فتقبل هذه الهدية الصغيرة مني في سبيل نصرة دينك.. إخوتي أحبّتي أيّها المؤمنون إنّنا نعيش اليوم أمام شياطين الغرب والشرق بزعامة أميركا وروسيا وإسرائيل والعملاء. وهم يقفون اليوم صفاً واحداً أمام ضرب الإسلام. فتارةً يحركون عملاءهم وتارةً يبادرون إلى ظلم المسلمين بأيديهم وإنشاء الله سيفشلون من النيل من الإسلام لأنّ الله يقول ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون﴾ (الصف/8) وهذه المسؤولية على عاتق أبناء هذه الأمة الإسلامية لكي يهبوا لنصرة الدين الحنيف ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد/7).
وقد قال الإمام الخميني قدس سره: "إنّنا منتصرون سواء قتلنا أم كنا نحن الفاتحين".
إنّني أرجومن المؤمنين أن يبقوا دائماً في طريق الإسلام وإطاعة قائد الأمة والعمل في ولاية الفقيه لأنّ بهذا يكون عملنا مقبولاً وليطمئن بأنّ الله معنا وناصرنا لأنّ ولاية الفقيه ولاية سماوية لأنّ الفقيه العادل والجامع للشروط مركزه مكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومبلغ بعده ولا يعمل إلاّ بما أمر الله تعالى وإطاعته تعني إطاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإطاعة الرسول هي إطاعة الله وإطاعة الله هي الفوز العظيم التي من أجلها نعمل ونتحرك. ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ (النساء/58).
اتحدوا على التقوى ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾ (الصف/4). إنّ الله يحب الكرماء ولا تبخلوا بعطائكم لله والدماء هي أسمى العطاءات وبالدماء تنتصرون والدماء تحفظ الكرامات والبلاد. وبالدماء تقضون على جرثومة هذا العصر إسرائيل أم المصائب.. وإذا أردتم أن تتاجروا بالبيع فمع الله أربح. قدّموا أنفسكم تنالوا جنات عرضها السموات والأرض أعدّت للمتقين والعاملين والمجاهدين..
أرجومن جميع إخوتي في الإسلام ومعارفي أن يسامحوني إن شاهدوا منّي أي سوء وأن يطلبوا لي من الله الرحمة والمغفرة إن شاء الله..
أرجوأن لا تفكّروا كثيراً في هذه الدنيا الزائلة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابنكم المشتاق إلى رؤية جدي وسيدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإمامي وحبيبي أمير المؤمنين علي عليه السلام وأمي وشفيعتي فاطمة الزهراء عليها السلام.
عبد الله الفقير لرحمة ومغفرة ربي جلّ جلاله علي عليق "أبوساجد".