اخرج إلى الضوء | عندما يكون القائد والداً للمجاهدين مهارات | المساندة النفـسيّة في الأزمات والحروب الملف | كيف نواجه إشاعات الحرب؟ الملف | بصبركنّ... ننتصر الملف | دعاء أهل الثغور: مدد المجاهدين الملف | الشهداء المستبشرون معالم المجتمع الصالح في نهج البلاغة الملف | قيم المقاومة آخر الكلام | تحت الركام.. الافتتاحية | الصبر حليف النصر

آداب عصر الغيبة


للعلاقة مع صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف في غيبته آداب وأعمال ينبغي أ.داؤها من باب توثيق علاقتنا به عليه السلام، واعتقادنا بإمامته الفعلية، ومن باب مراعاة واجب المودة في القربى الذي أمرنا بالإلتزام به.
فقد أفرد علماؤنا الأجلاء كتباً قيمة في ذكر الآداب التي على الموالي التحلي بها ومراعاتها تجاه إمام زمانه ونحن نشير بإيجاز إلى جملة منها بما يسمح به المقام.


1 - معرفة الإمام عليه السلام:
وهذه على رأس الآداب حيث وردت روايات كثيرة في وجوب معرفته عليه السلام وتعيينه، وإلا مات الشخص منا، والعياذ بالله، على غير دين الإسلام "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ".
وليس المقصود بمعرفته عليه السلام، المعرفة الشخصية له كمعرفة من هووما نسبه فقط، بل معرفة مكانته وموقعه كإمام معصوم حافظ للدين وأركانه، وقيم على تعاليمه، ينتفع الناس من وجوده كإنتفاعهم من الشمس وإن حجبها السحاب.
 

وهوالحافظ للكون من الهلاك الذي لوخلت الأرض منه لساخت بأهلها وماجت.
وهوالحاضر المراقب لأعمال الناس، الراعي لشؤون مواليه، المدبر لأمورهم، الذي لا يغيب عنه شي‏ء من أمورهم وأحوالهم. وتعرض عليه الأعمال كل يوم اثنين وخميس على مافي الروايات. قال تعالى:  ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا - النساء - الآية - 64
وإن أفضل ما يعين المؤمن على عدوه الخبيث ونفسه الأمارة هوشعوره بمحضر إمام زمانه ومراقبته الدائمة له.

2: معرفة علامات الظهور:
تتبدى أهمية معرفة علامات الظهور بما لها من تأثير كبير على تماسك الفرد أمام ادعاءات المهدوية والحؤول دون انجرافه في تلك المتاهات. كما يكم تأثيرها في انضمام الموالي إلى جنود إمامه عليه السلام فيما لوأدرك عصر الظهور.
جاء عن الإمام الصادق عليه الصلاة والسلام: "اعرف العلامة، فإذا عرفتها لم يضرك تقدم هذا الأمر وتأخر .
وعلامات الظهور الحتمية هي خمس كما جاء عن الإمام الصادق عليه السلام: "خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني، والسفياني، والمنادي ينادي من السماء، وخسف بالبيداء، وقتل النفس الزكية ".
 

3 - البيعة:

 وهذه تتمثل بتجديد البيعة له عليه الصلاة والسلام من وقت لآخر، وهذه الأوقات تتوزع على أوقات الصلوات الخمسة "بعيد كل فريضة "، وصباح كل يوم، وأيام الجمع "المخصوصة بصاحب الزمان عليه السلام ".
وكيفيتها بأن يقول المرء: "اللهم إني أجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم عهداً وعقداً وبيعة له في رقبتي ".
وفائدتها تكمن في أمرين:

أ - الشعور بالإرتباط بالقائد الإلهي الذي هوامتداد لخط النبوة والإمامة.
ب - عدم الركون إلى الظالمين المترتب على مبايعة هذا القائد العظيم.
ولا ننسى هنا، أن المظهر الأجلى لبيعة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف هوالارتباط بالولي الفقيه بكل أبعاده، والبيعة له بما هونائب عام للإمام عليه الصلاة والسلام.

4 - الانتظار:
فقد حفلت الروايات بالكلام عن الانتظار وأهميته وفضله من قبيل: "أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج " و"من مات منتظراً هذا الأمر كان كمن هوفي الفسطاط الذي للقائم عليه السلام ".
ولا بد أن نلفت هنا إلى حقيقة الإنتظار الذي يبتعد كل البعد عن الإنتظار السلبي، الذي يتمثل بالإنزواء والقبوع في البيوت، بعيداً عن الأعمال الجهادية بهدف الدعاء والإنتظار لفرج الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
فالإنتظار الحقيقي يتطلب تقوى وورعاً، ومرابطة وجهاداً بين يديه تمهيداً لظهوره المبارك وتحت راية الولي الفقيه الجامع للشرائط الذي يمثل خط النيابة عن الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف، حتى ولوأدى ذلك بالمرء إلى بذل نفسه بين يديه.

5 - الشوق والحنين إليه:

المتفرع عن الأمر بالمودة في القربى والمتفرع بدوره عن حب الله تعالى. وهذا الإمام الصادق عليه السلام يجسد هذا الشوق والحنين إلى المولى صاحب الزمان بمناجاته: "غيبتك نفت رقادي.. وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي. سيدي غيبتك وصلت مصائبي بفجائع الأبد ".

6 - الدعاء: وهوعلى نوعين:
أ - دعاءٌ للثبات على ولايته وهذا من قبيل "اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ". ودعاء الغريق: "يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".
 

ب - دعاء له عليه السلام لحفظه وظهوره ونصرته: وهذا من قبيل "اللهم أيده بنصرك، وانصر عبدك وقوِّ أصحابه.. وعجل فرجه وأمكنه من أعدائك وأعداء رسولك يا أرحم الراحمين ".
وأهم الأدعية التي ينبغي قراءتها في زمن الغيبة:
دعاء العهد الصغير، دعاء العهد المعروف، دعاء بعد صلاة العصر من يوم الجمعة معروف بالدعاء في زمن الغيبة، دعاء الندبة، ودعاء ليلة النصف من شعبان.

7 - الزيارة: وأهم هذه الزيارات:
زيارة بعد صلاة الفجر أولها "اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان ". زيارة يوم الجمعة وأولها: "السلام عليك يا حجة الله في أرضه ". زيارة سلام الله الكامل. وزيارة آل يس التي ورد فيها عن الإمام المنتظر قوله: "إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا: "سلام على آل يس... " الزيارة.

8 - القيام عند ذكر القائم عليه السلام: وهذا الأدب راجعٌ إلى ما روي عن الإمام الرضا عليه السلام، من قيامه واحناء رأسه المبارك، ووضع يده على رأسه عند ذكر القائم في قصيدة دعبل الخزاعي.
 

9 - إحياء أمره بين الناس: فقد جاء عن الإمام الصادق عليه السلام قوله لفضيل "تجلسون وتتحدثون؟ قال فضيل: نعم جعلت فداك. قال عليه السلام: "إن تلك المجالس أحبها. أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ".
وعنه عليه السلام: "رحم الله عبداً حبّبنا إلى الناس ".
 

واحياء أمره عليه السلام يكون بالتالي:
1 - إقامة الندوات والاحتفالات، والمشاركة والحضور فيها.
2 - نظم الشعر فيه عليه الصلاة والسلام.
3 - الاهتمام بإحياء ليلة النصف من شعبان.
4 - تأليف الكتب فيه وكتابة المقالات.
5 - تعميم مظاهر الابتهاج والزينة في يوم مولده.
6 - إقامة مجالس الدعاء والزيارة له خصوصاً دعاء الندبة.
وأخيراً نأتي على ذكر أهم أمرين في خصوص إحياء الشعائر ألا وهما الاهتمام بشؤون الفقراء والمحتاجين دائماً باسمه عليه السلام، وزيارة المجاهدين في مواقعهم الجهادية، والجرحى منهم باعتبارهم جنوداً له عليه الصلاة والسلام.

10 - التبرؤ من أعدائه

 والذي يتوقف الالتزام بولايته عليه وهذا يكون بالتبرؤ من كل أعداء الإسلام وقوى الكفر والشرك الذين يتجهون بالإنسانية إلى الهلاك.

11 - الاستغاثة به عليه السلام:

حيث إن الله سبحانه أمرنا بالتوسل بأوليائه إليه وذلك ما صرح به القرآن الكريم: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا - النساء - الآية - 64
ومن الاستغاثات، الاستغاثة به عليه السلام لقضاء الحوائج، وذلك بكتابة نص مأثور في كتب الأدعية، يكتب فيه المرء حاجته ومن ثم يلقيها على ضريح أحد الأئمة، ويطويها ويغلفها بطين طاهر، ويرمي بها في نهر وبئر عميق وغدير، لتصل إلى صاحب الزمان عليه السلام.

12 - طلب التشرف بلقائه:
واللقاء بصاحب الزمان عليه السلام على نوعين: عام وخاص العام: ويتحصل عن طريق الجهاد والعمل على إيصال المجتمع إلى كماله اللائق به، بحيث يستحق أن يحكمه صاحب الزمان. وهذا يكون بالدعوة إلى الله سبحانه وإلى عبوديته، وتحرير الإنسان من داخل ليصبح مؤهلاً للانضواء تحت حكومة صاحب الزمان.
الخاص: وهذا يتحصل عن طريق التوسل والأعمال العبادية، وأعمال الاستجارة لمدة أربعين ليلة جمعة في مرقد سيد الشهداء عليه السلام، وأربعين ليلة أربعاء في مسجد السهلة، وأحد المساجد الجامعة بنية التشرف بلقائه عليه السلام.
 

وكلا اللقاءين يتطلبان تقوى وورع يحجزان عن المعاصي والذنوب.
وأخيراً يبقى السؤال: أيهما أفضل السعي للقاء الإمام الخاص أم العام؟
والجواب عليه أن السعي للقاء الإمام الخاص وإن كان فضيلاً جداً، ولا يناله إلا ذوحظ عظيم، إلا أن السعي للقاء العام به عليه السلام أفضل لأن البركات في هذا اللقاء تعم الإنسانية جمعاء، والخير يشمل كل أفراد البشر، والانتفاع يعود عليهم جميعهم، بخلاف اللقاء الخاص الذي لا ينفع إلا صاحبه.
اللهم أمنن علينا بظهور الحجة بن الحسن عليه السلام وأنلنا من فيض بركاته.

"اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين ".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع