بسم الله الرحمن الرحيم
إنّني أتجه إلى مكان اسمه الملكوت .. إلى عالم اسمه الجنّة.. وقد يصعب التعبير عمّا يخالج الشعور...
هذا التحليق نحو الله هدف ينشده المجاهد المؤمن، وهل هناك غير الشهادة تستطيع أن تقرّبَ الإنسان من الله أكثر؟!
وهل من الممكن العثور على لحظة أحلى وألذ من الشهادة؟...
إخوتي أخواتي:
الحياة قاعة درس لا أكثر، وينبغي للفرد أن يؤدي امتحانه فيها عاجلاً أم آجلاً، وأنا في لحظات لقاء الحسين عليه الصلاة والسلام أكون قد أديت امتحاني ويبقى عليكم أن تواصلوا الطريق.
ليعلم العالم يا إخوتي أنّنا عشاق الشهادة وسوف لا نسكت حتّى نجعل نهار عملاء أميركا وأذنابها مظلماً.
سياط الجلادين لا تخيفنا وقبضتهم الحديدية تهاوت أمام قبضاتنا الحسينية فواصلوا الطريق.
* أخوتي:
الشهادة هي الموت الواعي على طريق الهدف المقدّس، والسعي نحو هذا الهدف هو الجهاد وهو واحد من مبادئ الإسلام. والشهادة، هي سعادة لا يفوز بها كلّ إنسان بل هي ولادة جديدة من أجل حياة خالدة، ورمز خلود الشهيد كامن في دمه، لأنّ نداء التكبير ينطلق من قطرات ذلك الدم.
أوصيكم بأن لا تغمضوا عيني بعد شهادتي ليعلم الذين ران الله على قلوبهم أنّي سلكت هذا الطريق عن وعي وبصيرة.
ضعوا يدي خارجاً ليرى عبيد الدنيا أنّي ما أخذت معي شيئاً من دنياهم ومالهم وقصورهم.
احكموا قبضة يدي كي تعلم إسرائيل أنّني سأبقى أذيقها بلاء قبضتي الحسينية، وإنّ جسدي الهامد في التراب لن يدع لها استقراراً.
أطلب من جميع الأخوة والأخوات أن يسامحوني.
رشوا على جثتي فتات التربة الحسينية وكفنوني بدعاء الجوشن الكبير، هذا إذا وجدت جثتي..
كلّ من لي عليه دين سامحه الله، وليس لأحد عليّ دين، ادفعوا ثلاث كفارات كبيرة وخمس كفارات صغيرة.
أوصيكم بصلاة الوحشة وصلاة عن ثلاث سنوات وصيام ثلاثة أشهر ليس قضاءً وإنّما استحباباً.
* أخواتي العزيزات:
إنّ دماءنا التي أنبتت للأجيال ورود الغار لتترعرع في أحضانها الأطفال وتنشئ جيلاً مقاوماً رافضاً للظلم، هي أيضاً ورود أنبتت الشوك لمن حاول قطف ثمار ثورتنا التي أشعلناها بوقود الدم.
أتمنى أن تكون دمائي مشاعل مضيئة لطريقكن ودرعاً واقياً لحجابكن.
أرجو أن تتمثلن بزينب الحوراء وفاطمة الزهراء عليهما السلام وتكونن المرأة الرسالية في عصر الفساد، وتدفعن الرجال للجهاد دوماً والذود عن حمى المسلمين.
* أمّي الحبيبة:
يا أعذب كلمة نطق بها لساني وأعظم مدرسة حسينية أرضعتني حبّ الشهادة وحب الجهاد في سبيل الله.
عرفتك يا أمّاه صابرة ومجاهدة، فأرجوك لا تذرفي الدموع إلاّ على الحسين عليه الصلاة و السلام، لأنّنا بذكر الحسين عليه الصلاة و السلام نحيا وبحبّه نتغذّى.
أمّي إنّ عرسي الذي كنتِ تنتظرينه هو شهادتي ففرقي الحلوى وانثري الأرز على المشيعين، وزفيني عريساً كالقاسم عليه الصلاة و السلام وإياك أن ترتدي السواد لأنّني حيّ عند ربي.
ابشري أمّاه ففي يوم القيامة سوف تواسين جدتي الزهراء، وهذه أعظم لحظة تقفين فيها أمام الزهراء وتواسينها بالحسين عليه الصلاة و السلام فإليك يا أماه أرسل عبر تلال عامل ووهاد البقاع وأسلاك الشريط المحتل قبلات جهادي الطويل فتقبليها مني هدية وزغردي فرحاً ولا تبكي تحسراً، فصبراً آل محمد إنّ موعدكم الجنّة. الشهيد مروان فاعور
غريب السبيل
استشهد بتاريخ 6/10/1990
ومن دعاء له أسماء دعاء الغريب
اللهم صلّ على محمّد وآل محمد
إلهي زاد يقيني بكَ فعرفتكَ حقّ اليقين فوجدتك إلهي ووجدت حلاوة الإيماان بيقيني فأحببتك مولاي يا مولاي فعبدتك ليلاً وقمت لك نهاراً فكسوتني من برد عفوك نوراً فعشقتك، فأسألك يا من عرفتك فوجدتك وأحببتك فعشقتك أن لا تأخذني حتى ترضى عنّي فإن كان رضاك بقبضي فاقبضني إليك شهيداً مقطوع الرأس واليدين كالعباس والحسين، إلهي هذا الذي وعدتني وأمرتني فأنت ربي لا تنسني يوم آتيك فرداً شاخصاً إليك بصري مقلداً عملي وقد تبرأ جميع الخلق مني، نعم أبي وأمي ومن كان له كدّي وسعيي فلا تذرني فرداً واحداً وأنت خير الوارثين.
هكذا هي الشهادة دون رأس ولا يدين
غريب السبيل
ومن شعر له
رسالة المقاومة
عن الجنوب يا أمي باعتلك رسالة
على شيفرة الأمة بيحلّوها
إن متتْ يا أمي ما تبكي عليّ
ولا دمعاتك على قبري تسكبيها
القصيدة اللي كتبتها بحبر يا أمي
ابناء الجنوب بالدم بيكتبوها
قالوا النسر ترك محلّو
حجار الوكر بعدو ما نسيها
وإذا جنوبي غاصب احتلو
ما يفرح بالطريق اللي مشيها
إذا أبو عباس بيض سجلّو
بيهّز الأرض عن بكرة أبيها
غريب السبيل
ومن شعر له في
حقيقة الإنسان
لست من عالم التراب وإن كنت
تقمصت بالتراب علي
أنت عالم بعيدٌ عن الأرض
يفيض الجلال عن جانبيه
هو فردوسك السحيق فلا الإثم
ولا الشعر يبلغان إليه
وفي الغربة فيه يستنزل الوحي
بياناً يبحث الخلود لديه
ما ندى الفجر غير لؤلؤ دمع
رشفت الأزهار من محجريه
وبريق النجوم غير شظايا
كأنسِ حب تحطّمت في يديه
غريب السبيل
للشهيد
جهاد
2022-08-04 09:52:54
هنيئا لكم ❤