مهداة إلى روح شهيد الوعد الصادق جعفر حسن جعفر
ها أنا ذا أعود من جديد ألتقط قلمي بين أناملي، أغوص في بحر أفكاري ألملم بعض الكلمات المتناثرة علني أستطيع أن أجمع منها باقة شوق وحب أعبر بها إلى شاطئ عينيك.
ها هو وادي البازورية يسأل عنك يسأل عن ذاك الفارس الذي كان أنيس الطيور المهاجرة وجليس الجبال والوديان.
أين جعفر الذي كان بالأمس يرتل آيات الله ويعزف لحن الشهادة على قيثارة الأيام الغافية على كتف الزمان؟
ها هو جرحك ينزف ويعزف أنشودة الرحيل ونجيع دمائك يلهب الأرض ويناجي السماء. هذه روحك ترفرف فوق الوادي عند ذكرك.
ها هي أم الشهيد تسرع الخطى نحو ضريح ولدها تحمل له ما تبقى من شمعات عمرها لتضيئها له وتغزل له دمع مآقيها مواويل الشوق والحنين وتعبر بها إلى حيث تريد علها تجد ما تصبو إليه نفسها وترتقي بروحها مع روح ولدها غاضبة. علَّه ينتفض من ذاك الضريح لتضمّه إلى صدرها وترحل به إلى ما وراء الغيب والأفق البعيد لتطمئن ويرتاح قلبها من وجع الحزن والفراق الأليم.
أم أحمد خضر