أتاني الشعور بالفقدان، وأحسست بأنني لا أستطيع احتمال الصبر، فقد ملَّ الصبر مني لكثرة الانتظار، فتمنيت أن يكون فراقها تحت إرادتي، لكن هذه إرادة الله، فماذا أفعل وأنا في هذه الدنيا التي ما كانت إلا عجوزاً شمطاء وأدنى من ذلك وقد غرني الشيطان بمزايا الدنيا فخفت من الوقوع، فدعائي كان لا يغادر لساني أصبح عند هذا الدعاء كآلة تعمل عندما يصدر لها الأمر.
افتقدتك لكي يزول عني كابوس ولكي أضع بين أحضاني الشيء الوحيد الذي له أفرج الهم، لا أستطيع أن أذكر اسمك لأنني حقير صغير صغير أمام اسمك وكيف أكون أمام معناك، لا أدري!
أحببتك وعشقتك، فغرقت في بحر الأوهام والتفكر بسببك، فرجائي عندك رجاء عبد فقير ذليل لله إن تأتي إلي وتأخذيني معك إلى دار أبي عبدالله الحسين عليه السلام فسلام عليك ورحمة الله أيتها...
الأحد 14/2/1988
بسم الله الرحمن الرحيم
"خير إخوانك المعين لك على دهرك".
مالي أرى وجهك المستشرق من ضياء الفجر، له علامات ما عرفها رسول الله إلا عند همه الإلهي فانتصرت موازين العرش لأجلها. مالي أراك أصبحت عارياً من الكظمان والصبر اللذين لهما جذور في شرايين قلبك المحزون. مالي أراك ضائعاً عابساً غاضباً، لأجل دنيا أحبها فقط السفهاء ومن معهم بعد أن كان عشقك كله مصباً في بحر جنان الله. لا أدري ما أقول لك ولكن... ﴿ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين﴾.
10/3/1988.