مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

شباب: لن أكلّم إنسياً

إعداد: ديما جمعة فواز


حين كانت السيدة مريم عليها السلام في أكثر مواقف حياتها صعوبة وتشكيكاً بإيمانها والتزامها.. حين حملت بين ذراعيها ذاك الطفل المعجزة وسارت بصحبته نحو قومها، بعد أنْ تمنّت لو أنها كانت نسياً منسياً، تقدّمت بخشوع، متخوّفةً من عشوائية أحكام الكهنة وظلمهم، كانت في أمسّ الحاجة أن تصيح بأعلى صوتها: "مهلاً يا قوم! أنا مريم! انا التي نذرت نفسي للمحراب والصلاة! أمضي أيامي بينكم وفي خدمة الله والدار.. كيف تظنون بي السوء؟ وكيف تجرؤون على التطاول عليَّ؟"

ولكنّها لم تبرّر. وبأمرٍ من الله صمتت ونذرت للرحمان صوماً فلم تكلّم إنسياً.. وقد جعل الله الفَرَج على لسان رضيعها حين عرّف عن نفسه أمام الملأ ليدحض كل بهتان يمكن أن يطال أمه القدّيسة، فقال: "أنا عبد الله، أمرني ربي بالصلاة والزكاة ما دمت حياً". ففي كلماته الأولى اختصر نبيّ الله عيسى عليه السلام رسالة الرحمان إلى كل البشر: الصلاة والزكاة وبرّ الوالدين!

كثيرة هي المواقف التي تصادفنا في حياتنا والتي نشعر فيها أنَّ من الأفضل أنْ نصمت، قربةً إلى الله، فنمرّ بالجاهلين ونقول لهم بكل بساطة: سلاماً، أو أن ندفع بالتي هي أحسن. هي، كلها، دعوات متكررة من الله جلّ وعلا لنتخذ من الصمت رفيقاً فلا نتسرع في الكلام والهجوم..

وكم يصعب علينا أن نلجم ذاك اللسان عن إثارة زوبعة تعصف بكل من يؤذينا أو يتّهمنا زوراً، أو أن نهدأ قليلاً حين يهاجمنا الآخرون فلا نبدأ بتعداد عشرات الحسنات التي تميّزنا لنوقف سيل التهم!
ما أحوجنا، في هذا الزمن، إلى بعض الصوم عن الكلام، والواتس آب، والفايس بوك والتوجه بكل حواسنا نحو الله عزّ وجل!

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع