من وصية شهيد الدفاع عن المقدسات: ربيع محمود فارس (السيد محسن) (*)
|
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ...﴾ (التوبة: 14) صدق الله العليِّ العظيم.
السَّلام عليكم أيها المجاهدون الأبطال المرابطون في الثغور، السَّلام عليكم أيها الفرسان، يا ليوث حيدر، يا أنصار الحسين عليه السلام، أوصيكم بالصبر يا أنصار الحسين عليه السلام، أوصيكم بالصبر على البلاءات، والحفاظ على المسيرة، وعلى هذا النهج المحمديّ الأصيل، الذي علّمنا أن نضحّي بكلِّ ما لدينا من أجل إعلاء كلمة الحق في وجه سلطانٍ جائر.
أمّا إلى عدوِّنا الغاصب الضعيف: يا أعداء الله، اعلموا أنّ اليوم الموعود بيننا وبينكم قادم لا محالة، وهو بفضل لا إله إلاَّ الله، محمدٌ رسول الله، وعليٌّ وليّ الله، محتومٌ إن شاء الله بإبادتكم من هذا الوجود، والله ناصرنا إن شاء الله.
إلى أبي العزيز: يا صاحب القلب الحنون، يا صديقي ووالدي، افتخر أنّك قدّمت شهيداً، وتذكّر سيدنا ومولانا ومقتدانا الإمام الحسين عليه السلام، عندما قدّم عليّاً الأكبر عليه السلام، وقدّم نفسه [و] كلَّ ما لديه من أجل طلب الإصلاح، ونشر دين الله، ونصرة المظلوم. ولا تحزن فإن شاء الله ملتقانا في الجنة مع محمدٍ، وعليٍّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، والعبّاس عليهم السلام. وأرجو أن تسامحني وتترحَّم عليّ وترضى عنّي.
وإلى أمي الحنونة المضحِّية: أيّتها الغالية على قلبي، كوني فاطمية زينبية، ولا تحزني، فإنّ عرس الشهادة ينتظرني، وافتخري أمام العالم كله في الدنيا، والملائكة وأهل السماء وأهل البيت عليهم السلام في الآخرة، أنّكِ قدّمتِ ولدكِ، وفلذة كبدكِ لنصرة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام. يا زهرة أيامي، دوماً اذكريني بدعائك، لأنَّ دعاء الأم بحقِّ ولدها مستجاب، وترحّمي عليّ وسامحيني، والملتقى في الجنة إن شاء الله.
وإلى زوجتي وحبيبتي العزيزة: كان الجهاد يناديني، فتحمّلتِ عبء مسؤولية الأولاد وحدكِ، وضحّيتِ بوقتِكِ ونفسِكِ من أجلهم، فشكراً لكِ. أرجو منكِ المسامحة يا حبيبتي، ولا تنسيني بالدعاء، وحافظي على الأولاد، وأنا لا أوصي حريصاً؛ لأنّكِ حريصة، فأنتِ أهل الأمانة، واذكريني دائماً بالدعاء والصلاة، فأنتِ المؤمنة الصابرة، واصبري على المصاب، فإن شاء الله ملتقانا في الجنة مع أهل بيت النبوة إن شاء الله.
أولادي الأعزاء محمود وكريم: يا محمود لا أريد أن أوصيك كثيراً ولكن أنت رجل البيت من بعدي يا ولدي العزيز، فحافظ على أخيك وأمّك، وكن حنوناً معهما يا بُنيّ، ولا تنسَ رضى الله ورضا الوالدين. أوصيك برِضَى أمّك، والمُضيّ على هذا النهج في سبيل الله، فسامحني يا بني، واذكرني دائماً بالدعاء، واذكرني دائماً وافتخر أنّ أباك شهيدٌ، والملتقى إن شاء الله مع الشهداء والصالحين، وأهل بيت النبوة عليهم السلام في الجنة.
إلى كريم: قد سمَّيتك "كريماً" لكرم وجهك ولطافة قلبك، فاحضن أخاك وأمَّك، وكن مطيعاً لهما، وقبلهما لله (عزّ وجلّ)، وسامحني يا بني.
وإلى أحبّائي وإخوتي، إلى إخوتي الأعزّاء الأجلّاء: إلى بلال، وذو الفقار، إلى أخواتي البنات، إلى إخوتي وأخواتي، أقول لكم باختصار مفيد: أوصيكم بأن تكملوا المسيرة التي بدأ بها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، ولا تغرّكم الدنيا وما فيها فإنّها دار ممر، واعملوا بتقوى الله فإنّها الطريق الآمن إلى لقاء الله (تعالى وعلا).
إلى كلّ من عرفني، إلى الأقارب، والأحبّة، والرفاق، وكلِّ من عرفني في هذه الدنيا الصغيرة: أُوصِيكم وأقول لكم: اتّقوا الله وابتعدوا عن محارم الله.
السَّلام على الأوصياء المعصومين من بني فاطمة وعليّ، السَّلام على القائم من آل محمدٍ. وبعد السَّلام عذراً منك يا مولاي يا صاحب الزمان، يا مولاي حال بيني وبينك الرحيل، ورحيلي هذا هو اشتياقي لجدّتك فاطمة (عليكَ وعليها السلام) وما أتى بي إلى الجهاد هو أنّي رأيتكَ رقماً ضاعت في حبِّكَ أرقامي، فأسأل الله أن يحشرني معكم معكم معكم لا مع غيركم، والسَّلام عليكم سادتي ورحمة الله وبركاته. فأرجو من كلِّ من عرفني في هذه الدنيا الصغيرة من أقاربي، وأهلي، وأصحابي، وأحبابي، وجيراني، وأصدقائي، ورفاقي، ورفاق دربي، أن يسامحوني ويدعو لي.
العبد الفقير إلى الله ربيع محمود محمد رشيد فارس، (السيد محسن).
(*) استشهد بتاريخ 30/1/2013 دفاعاً عن المقدّسات. وصية بصوت الشهيد.