من طبيعة أي صراع أن تعتمد أطرافه على نقاط قوتها وتغتنم نقاط ضعف الخصم.
وأنتم عليكم أن تعرفوا نقاط قوتكم ونقاط ضعف عدوكم، وأن تركزوا عليها في ميادين المواجهة.
وإن استطعتم أن تضعفوا نقاط القوة لدى عدوكم فافعلوا حتى يتسنى لكم النيل منه.. وهذه قاعدة عامة...
لقد رأى الاستكبار أن ثمة نقاط قوة ونقاط ضعف في شعب إيران فحاول إضعاف نقاط القوة واغتنام نقاط الضعف لاستغلال قدراته ومصادر قوته...
1- الوعي الجماهيري والذكاء الحاد
لعل من نقاط القوة لدى هذا الشعب، الوعي الجماهيري والذكاء الحاد الذي كان من نتيجته القدرة على التقدم في المجال العلمي والصناعي والسياسي.
2- التراث الأصيل
ومن نقاط القوة لدى الشعب الإيراني التراث الأصيل بما يكتنز من حضارة وفكر وثقافة. والفرق شاسع بين بلد لديه حضارة وآخر لا حضارة ولا تاريخ له. لقد مرت مرحلة كان فيها كبار علماء العالم في مختلف الفنون والعلوم. من إيران أمثال الفارابي وابن سينا والرازي والخوارزمي والخيام والفردوسي وسعدي. وهؤلاء كانوا كما الإسمنت في تركيب القاعدة.
هذا التراث الأصيل هو أحد نقاط القوة لدى الشعب الإيراني.
3- الالتزام بالتعاليم الدينية
وأعظم نقاط القوة لدى هذا الشعب إيمانه والتزامه بالتعاليم الدينية وتمسكه بالمعارف العقائدية وارتباطه الوثيق بالقضايا الإلهية.
4- الإيمان بالغيب والتوكل على الله
إن كل الإنجازات العظيمة قد تمت بفضل إيماننا بالغيب. ولولا هذا الارتباط بالله والتوكل والاعتماد عليه لما وجد مقاتلونا القدرة على الصمود أمام تلك الترسانات الهائلة... وهذه الصفة من مميزات الشعب الإيراني التي رافقته لحقب تاريخية مديدة...
فكل النهضات على مر تاريخه، وحتى خلال تلك المرحلة الحساسة التي واجهتها ثورتنا الإسلامية العظيمة إلى أن تأسست الجمهورية الإسلامية... كل ذلك تم بفضل الالتزام بالدين.
ولقد رأيتم كيف فشل الذين يدعون التحرر والنضال فيما هم مبتعدون عن القيم الدينية.
في الوقت الذي لا يزال فيه الشعب الإيراني يواصل طريقه بعزة وشموخ ببركات إيمانه العظيم.
لقد بذل شعب إيران كل أنواع التضحية وحمل أعباء الثورة على عاتقه بكل شجاعة، فيما يدعي بعض الكتاب المأجورين، لقاء ما يحصلون عليه من الدولارات، أن شعب إيران قد أخطأ في ثورته.
إنهم يحاولون التقليل من أهمية أعظم حدث شجاع في تاريخ الشعب الإيراني والطبع فإن الشعب الإيراني ناقم على أمثال هؤلاء الكتاب المرتزقة.
* محاولات الأعداء للقضاء على نقاط القوة
إن عدونا يبذل كل جهده ليقضي على نقاط القوة هذه. فهو على سبيل المثال سعى لمحو الإيمان من قلوبنا ويسعى جاهداً لتصدير الفحشاء والفساد إلينا. وإلى كل العالم الثالث.
فإيماننا أحد نقاط قوتنا. وهم يحاولون القضاء عليه، وقد أدركوا خلال هذه السنوات أن كل محاولاتهم تذهب أدراج الرياح. لذا هم يحاولون الإساءة إلى حكومة الشعب فيختلقون أنواعاً من الدعايات ضدها، ولن يصلوا إلى مبتغاهم مهما تجاهلوا ماضينا الحضاري. ومهما حاولوا بإعلامهم المسموم تشويه صورة الثورة المقدسة. ومهما بذلوا من جهود للضغط اقتصادياً ولمنع التبادل التجاري مع الجمهورية الإسلامية، بل على العكس أن الشعب الإيراني يزداد قوة وصلابة يوماً بعد يوم.
* وجوب الحذر في كافة الميادين
إن العدو حاول وسيظل يحاول أن ينال من هذا الشعب العملاق، فكان لزاماً عليه أن يبقى يقظاً وحذراً في كافة الميادين. الجيش، الحرس، الجامعة، الحوزة الدينية، الأجهزة الاقتصادية... كل حسب موقعه، فالعدو ما زال يكيد لنا ولم يشعر باليأس حتى الآن رغم محاولاته الفاشلة لخمسة عشرة عاماً مرت.
ونحن بحمد الله لا زلنا نمتلك الكثير من نقاط القوة، وعلينا أن نحافظ عليها. في الوقت الذي نتلافى فيه نقاط ضعفنا ونقويها واعلموا أن الله يعين من استعانه، ويساند من أخلص له، فإذا ما كنا حقاً سائرين في طريق الله، ونتحلى بالتقوى والإخلاص له، فإن الله سيعيننا.