* 7 ذو الحجّة 114 هـ: شهادة الإمام الباقر عليه السلام
روى الكليني بسند صحيح من طريق يونس بن يعقوب عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «قال لي أبي: يا جعفر، أوقف لي من مالي كذا وكذا لنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيّام مِنى»(1). ولعلّ السبب في ذلك يعود إلى أنّ مِنى أعظم مركز للتجمّع الإسلاميّ، ووجود النوادب فيه يبعث المسلمين على السؤال عن سببه، فيخبرون بما جرى على الإمام الصادق عليه السلام من صنوف التنكيل من قِبل الأمويّين واغتيالهم له.
* 8 ذو الحجّة: يوم التروية وخروج الإمام الحسين عليه السلام من مكّة إلى العراق عام 60 هـ
عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: «جاء محمّد بن الحنفيّة إلى الحسين عليه السلام في الليلة التي أراد الحسين الخروج في صبيحتها عن مكّة، فقال له: يا أخي، إنّ أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعزّ من بالحرم وأمنعه، فقال: يا أخي، قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يُستباح به حرمة هذا البيت...»(2).
* 9 ذو الحجّة: يوم عرفة
روى بشر وبشير ابنا غالب الأسدي قالا: كنا مع الحسين بن علي عليه السلام عشيّة عرفة فخرج عليه السلام من فسطاطه متذلّلاً خاشعاً، فجعل يمشي هوناً حتّى وقف وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت، ثم رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، ثم قال: «... إلهِي مَا ألْطَفَكَ بِي مَعَ عَظِيمِ جَهْلِي، وَمَا أرْحَمَكَ بِي مَعَ قَبِيحِ فِعْلِي، إِلهِي مَا أقْرَبَكَ مِنِّي وَأَبْعَدَنِي عَنْكَ، وَمَا أَرْاَفَكَ بِي!، فَمَا الَّذِي يَحْجُبُنِي عَنْكَ؟ إِلهِي عَلِمْتُ بِاِخْتِلاَفِ الآْثَارِ، وَتَنقُّلاَتِ الأطْوَارِ، أَنَّ مُرَادَكَ مِنِّي أنْ تَتَعَرَّفَ إليّ فِي كُلِّ شَيءٍ، حَتّى لاَ أَجْهَلَكَ فِي شَيء...»(3).
* 10 ذو الحجّة: عيد الأضحى المبارك
من أهمّ مستحبّات هذا اليوم:
الأول: الغسل، وهو سنّة مؤكّدة في هذا اليوم.
الثاني: أداء صلاة العيد. ويستحبّ أن يؤخّر في هذا اليوم الإفطار عن الصلاة، كما يستحبّ أن يفطر على لحم الأضحية.
الثالث: قراءة الدعوات المأثورة قبل صلاة العيد وبعدها. ولعلّ أفضل الأدعية في هذا اليوم هو الدعاء الثامن والأرْبعون من الصحيفة السجّاديّة.
الرابع: قراءة دعاء الندبة.
الخامس: التضحية، وهي سُنَّة مؤكّدة.
السادس: زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
* 18 ذو الحجّة: عيد الغدير الأغرّ
يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله: «إنّ معنى الإمامة هو قيادة الأبدان والقلوب، وليست مجرّد الحاكميّة على الأبدان أو إدارة شؤون الحياة اليوميّة للناس فحسب، بل إدارة القلوب، ومنح التكامل للأرواح والنفوس، والرقيّ بمستوى الأفكار والقيم المعنويّة»(4).
* 18 ذو الحجّة 1216 هـ: الوهابيّون يستبيحون كربلاء ويخرّبون قبر الإمام الحسين عليه السلام
يومها استغلّ الوهابيّون سفر معظم أهالي كربلاء إلى النجف إحياءً لعيد الغدير، فهاجموا كربلاء واستباحوها خلال يوم واحد، هدموا قبّة الإمام الحسين عليه السلام، وسرقوا محتويات الضريح الشريف ونفائسه، وهدموا القباب والأضرحة والمزارات الأخرى. في ذلك اليوم الأسود استشهد من أهالي كربلاء بين 2000 و5000 مظلوم.
* 24 ذو الحجّة عام 10 هـ: يوم المباهلة
روى مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقّاص أنّه قال: «لمّا نزلت هذه الآية: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَة ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَـٰذِبِينَ﴾ (آل عمران: 61)، دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: اللّهم هؤلاء أهلي»(5).
* 24 ذو الحجّة عام 10 هـ: تصدّق أمير المؤمنين عليه السلام بالخاتم ونزول آية الولاية (بداية أسبوع الصدقة)
عن ابن عبّاس قال: «تصدّق عليّ بخاتمه وهو راكع، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع، فأنزل الله فيه: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمْ رَٰكِعُونَ﴾ (المائدة: ٥٥)، وكان في خاتمه مكتوباً: سبحان من فخرني بأنّي له عبد...»(6).
* 1 محرّم: بداية ذكرى عاشوراء
يقول سيّد شهداء الأمّة السيّد حسن نصر الله (رضوان الله عليه): «اليوم، نحيي ذكرى كربلاء ونحن في كربلاء، نتحدّث عن الشهداء ونُقدّم الشهداء، نتحدث عن جراح العبّاس وفي كلّ يوم لنا شباب ورجال ونساء على طريق العبّاس يُجرحون، نتحدّث عن حرق الخيام ولنا بيوت وأرزاق تهدم وتحرق. فإذاً، نحن في قلب الحدث الكربلائيّ من ناحية أجوائه المعنويّة والروحيّة وعزمه وإرادته وتصميمه وثباته وشجاعته وإقدامه»(7).
* 3 حزيران 1989م: رحيل الإمام الخمينيّ قدس سره
يقول الإمام الخامنئيّ دام ظله: «سلام الله على الرّوح المطهّرة لإمامنا الخمينيّ الجليل. لقد كان الإمام الجليل الرّاية الخفّاقة للرّسالات الإلهيّة في عصر الجاهليّة المسلّحة خلال القرون الأخيرة... جميعنا بحاجة إلى مزيد من التعرّف إلى جوانب هذه الشخصيّة المتعدّدة الأبعاد والعظيمة. هذا سيساعدنا في التقدّم خلال مواصلة الطريق»(8).
* 6 حزيران 1982م: الاجتياح الصهيونيّ للبنان
ظنّوا أنّ لبنان لقمة سائغة للّصوص الأوطان، فكان القرار باجتياحه وإدخاله في العصر الإسرائيليّ لينضمّ إلى قافلة الدول المُطبّعة سرّاً أو جهراً، وجاء الردّ سريعاً في خلدة، فكانت الطلقات الأولى التي أعادت تشكيل مشهديّة الأمّة وأسّست لسرديّة المقاومة، وأعادت صياغة الزمن لتجعل منه زمناً جميلاً يغبطنا عليه كلّ أحرار العالم. وكانت دماء سمير جواد نور الدين أوّل الغيث في قافلة الشهادة وأولى القطرات التي فتحت عهد التضحية والفداء، لتثمر فتحاً مبيناً بعد 18 عاماً، أدخل الأمّة في زمن الانتصارات وأخرجها من زمن الهزائم.
(1) الكافي، الشيخ الكليني، ج 5، ص 117.
(2) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 44، ص 364.
(3) مفاتيح الجنان، الشيخ عباس القمّي، ص 408.
(4) من كلمة له ألقاها بمناسبة يوم الغدير في 18/12/1428هـ.ق.
(5) صحيح مسلم، مسلم النيسابوري، ج 7، ص 121
(6) كنز العمال، المتقي الهندي، ج 13، ص 108.
(7) من كلمة له في الليلة الأولى من المحرّم 1446 هـ.
(8) من كلمة له ألقاها في ذكرى رحيل الإمام الخمينيّ قدس سره بتاريخ 3-6-2023م.