إنّ الأمّة التي تمتلك الإيمان والعقيدة، وتجاهد في سبيلهما، وهي تعتقد تماماً أنّ الجهاد والتضحية في سبيل الله هما النصر بعينه -ونيل شرف الشهادة في هذا الجهاد هو نصر آخر- لن تُهزم أبداً.
إنّ أولئك المتآمرين والخونة، الذين يسعون لخلق الفتن والنفاق بين أفراد الشعب، مخطئون تماماً إذا اعتقدوا أنّهم بأعمالهم هذه، سوف يستطيعون تفكيك صفوف الشعب المتراصّة، وجرّ أفراد الشعب إلى نزاعات في ما بينهم.
* لا تنخدعوا بشعارات العصابات
إنّ هذه العصابات مخطئة تماماً إذا اعتقدت أنّها تستطيع خداع شبابنا وأبنائنا الأعزّاء بأفكارها الخبيثة، وجرّهم إلى الشوارع للقيام بأعمال الشغب والوقوف في وجه الأمّة، ومعاداة الثورة التي قطعت أيدي العملاء والخونة عن هذه البلاد، بدلاً من أن يكونوا في مواقع قيادة هذا الوطن والعمل من أجله. وإنّني أنصح الشباب أن لا ينخدعوا بكلام هذه الذئاب المسعورة، وأنصح الآباء والأمّهات أن ينقذوا أولادهم من براثن هذه الذئاب، التي هي على هيئة إنسان، فهم يريدون جرّكم إلى الهاوية.
وليتأمّل شعبنا في أمر هؤلاء. وعلى آباء وأمّهات هؤلاء الشبّان والشابّات المخدوعين بالشعارات الرنّانة، أن يفكّروا بأبنائهم وسبل هدايتهم إلى طريق الحقّ. فنحن نريد الخير لكم، والجمهوريّة الإسلاميّة أيضاً تريد لكم خير الدنيا والآخرة.
* وضوح عمالة المؤيّدين لأمريكا
لقد فضح هؤلاء المخطّطون أنفسهم ومخطّطاتهم التي يعملون عليها منذ فترة، غافلين عن أنّ الله يراهم وهم لا يرونه. إنّ أساليبهم البدائيّة هي التي فضحت أعمالهم وأظهرتهم على حقيقتهم أمام أبناء الشعب. لقد جاؤوا وهم يتستّرون بقناع الإسلام، ويدّعون التقوى، من أجل تنفيذ الخطط المشؤومة التي أعدّتها القوى العظمى، وعلى رأسها أمريكا لتطبيقها في هذه البلاد. إنّ هؤلاء لم يعرفوا شعبنا بعد، ولم يدركوا ماذا يعني أن يكون الشعب مسلماً. كان كلّ همّهم أن يفتحوا الطريق لأمريكا، وأن يجتمعوا تحت لوائها. لم يستمعوا لنصيحتي وأغمضوا أعينهم عن المصالح والمنافع التي أرشدتهم إليها، وعن كلّ الأمور الحسنة التي فيها خير البلاد.
* اعتبروا من أحداث التاريخ
أنا لا أريد أن يحلّ بكم ما حلّ بغيركم، ولم أكن أريد أن يحلّ بأولئك ما حلّ بهم أيضاً، وأنا لا أريد أن يكون قراركم النهائيّ هو غضّ النظر عن الإسلام -لا سمح الله- والتفكير في أنفسكم فقط. كم سنة سنعيش؟ وكم سنة تريدون أن تعمّروا؟ وهل تعتقدون أنّكم ستحصلون على منصب أعلى من منصب رضا خان ومحمّد رضا خان؟! اعتبروا من أحداث التاريخ. إنّكم راحلون عن هذا العالم بعد سنوات عدّة. فلنمت كما مات شمران، وكما يموت جنودنا المتواجدون على الحدود. لنتّخذ هؤلاء الجنود الذين يضحّون بأرواحهم على الخطوط الأماميّة للجبهة في سبيل عقائدهم، قدوة لنا. فهل يعقل أن يضحّوا هم بأرواحهم في سبيل الإسلام وفي سبيل وطنهم، ثمّ نجلس نحن هنا نتقاتل بعضنا مع بعض ونضيّع ما ضحّوا بأرواحهم من أجله؟!
من كلمة للإمام الخميني قدس سره، بتاريخ 19 شعبان 1401 هـ . ق.