أولو البأس | بنت جبيل لا تركع الشهيد على طريق القدس طلال أرسلان آخر الكلام | هذا شَرطي لتسدّد دَينك الافتتاحية | أمريكا فرعونُ العصر إلى كل القلوب | مقاومتنا روحها حسينيّة (2)* تسابيح جراح| "مستعدّون بجراحنا" الشهيد على طريق القدس محمّد محمود إرسلان وسائل التواصل: معركة الوعي في زمن التضليل مقابلة | حين يرتقي القائد لا تنتهي المقاومة بل تستمرّ بدمه تكنولوجيا | كيف نمنع هواتفنا من التنصّت علينا؟ (1)

خصوصيّات أصحاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف

السيّد عبّاس عليّ الموسويّ
 

أصحاب الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف مميّزون في كلّ خير، فهم النخبة التي اختارها الله وأعدّها وادّخرها لتكون مع المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف في طليعة المجاهدين بين يديه، تتولّى إدارة البلاد تحت رعايته وبتوجيه مباشر منه. ولقربها من الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، حظيت بمواصفات كشفت عنها الروايات الصادرة عن المعصومين عليهم السلام، وهي ذات مضامين قد لا يقبلها المنطق والعرف السائد وما هو قائم بين الناس إلى زمن قريب، ولكن ما كشفت عنه العلوم الحديثة وما وصل إليه العلم من اكتشافات جعلتنا نتقبّلها.

* «فانظر في كفّك»
في الحديث عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام: «إذا قام القائم، بعث في أقاليم الأرض في كلّ إقليم رجلاً يقول: عهدك في كفّك، فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه، فانظر إلى كفّك واعمل بما فيها»(1). إذا أشكل عليك أمر ولم تعرف وجه القضاء فيه، فانظر إلى كفّك. نعم، ليس من العجب أن يعطي الله لأصحاب المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف هذا الإنجاز المختصّ بهم لإدارة البلاد، ولتكون أحكامهم صائبة مطابقة لما يريد الله، ليس فيها خلل أو خطأ، وإن كان على كيفيّة لا نعلمها حاليّاً.

* ويمشون على الماء 
وأصحاب الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف يمشون على الماء، لا يسبحون كما هو متعارف عليه عندما يريدون اجتياز المسافات في الماء، وليس بآلات يضعونها بأرجلهم ثمّ يتحرّكون، بل المعجزة أو الكرامة لهؤلاء الأنصار أنّهم يقرأون على أرجلهم شيئاً ثمّ يمشون كما لو أنّهم على الأرض اليابسة.

في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام وهو يتحدّث عن الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف يقول: «ويبعث جنداً إلى القسطنطيّة -بلاد الروم- فإذا بلغوا الخليج، كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء. فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء، قالوا: هؤلاء أصحابه -أصحاب المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف- يمشون على الماء، فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم باب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها بما يريدون»(2).

هذا الإنجاز يوسّع أمامنا دائرة الأسباب؛ فهي كما تكون أسباباً منظورة معهودة ماديّة، يمكن أن تكون أيضاً محجوبة لم يتوصّل الإنسان إليها، وقد لا يتوصل إليها لأنّها تخضع لإرادة الله الذي يلغي متى شاء الأسباب، ولكنّه قد علّمها للمهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف وأصحابه؛ مثل حضورهم عند الإمام بساعات معدودة، كما أنّ بعضهم يأتي راكباً السحاب، وآخرون يجدون أنفسهم قد تركوا فراشهم وإذ بهم في مكّة في حضرة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف.

* شجاعة أصحاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف 
يتمتّع أصحاب الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف بقوى خارقة لم يُعهد في الرجال مثلها. فهل هذه القِوى حصيلة تدريب طويل وخبرة كانت لديهم نتيجة معرفتهم بما ينمّي الأجساد ويقوّيها ويجعلها صلبة تقدر على مواجهة ما يعترضها من صعوبات وخصوم؟ أم أنّها منحة ربّانيّة خاصّة بهؤلاء الأصحاب إكراماً من الله لقائدهم المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى يستطيعوا القيام بواجباتهم في الدفاع عن المهمّة الموكلة إليهم، وهي مهمّة تغيير العالم؟

نعم، كلا الاحتمالَين واردين، وإن كان الثاني أقوى وأرجح لدخوله في ضمن قائمة الغيب التي تحكم أكثر فصول الملحمة المهدويّة. كما أنّ الأوّل يجري على مقتضى الطبيعة ويمكن تقبّله بيسر وسهولة، وهو معتاد عند أبطال المصارعة ومن يخضع من الرياضيّين للتدريب والترويض لفترة طويلة. في الرواية عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «ما كان يقول لوط في قوله تعالى: ﴿لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى رُكْنِ شَدِيد﴾ (هود: 80) إلّا تمنّياً لقوّة القائم عليه السلام، ولا ذكر إلّا شدّة أصحابه، فإنّ الرجل منهم يُعطى قوّة أربعين رجلاً، وإنّ قلبه لأشدّ من زبر الحديد، ولو مرّوا بجبال الحديد لقطعوها. لا يكفّون سيوفهم حتّى يرضى الله عزّ وجلّ»(3). فالقوّة البدنيّة لكلّ واحد من أصحاب المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف تعادل قوّة أربعين رجلاً. أمّا قلوبهم فهي في الشدّة والصلابة والإيمان والشجاعة كقطع الحديد في الصلابة والمقاومة، حتّى لا يعجزهم شيء، بحيث لو اعترضتهم جبال الحديد أو مرّوا بها لم تقف في وجوههم بل يزيلونها من أمامهم ويكملون مسيرهم إلى هدفهم وغايتهم التي لا تنتهي إلّا عند رضى الله عزّ وجلّ.

 وفي حديث آخر عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «فإذا وقع أمرنا وخرج مهدينا كان أحدهم أجرى من الليث وأمضى من السنان، يطأ عدوّنا بقدميه ويقتله بكفّيه»(4).

وفي وصف رائع لهؤلاء الصفوة المختارة، يقول الإمام الصادق عليه السلام: «كأنّي أنظر إلى القائم وأصحابه في نجف الكوفة كأنّ على رؤوسهم الطير قد فنيت أزوادهم وخلقت ثيابهم- أي بليت- قد أثّر السجود بجباههم، ليوث بالنهار، رهبان بالليل، كأنّ قلوبهم زُبُر الحديد، يُعطى الرجل منهم قوّة أربعين رجلاً لا يقتل أحداً منهم إلّا كافر أو منافق، وقد وصفهم الله تعالى بالتوسّم في كتابه العزيز بقوله: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ (يس: 33)»(5).


(1) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 52، ص 315.
(2) المصدر نفسه، ج 52، ص 365.
(3) المصدر نفسه، ج 52، ص327.
(4) المصدر نفسه، ج 52، ص 372.
(5) المصدر نفسه، ج 52، ص 287.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع