إلى كل القلوب | مقاومتنا روحها حسينيّة (2)* تسابيح جراح| "مستعدّون بجراحنا" الشهيد على طريق القدس محمّد محمود إرسلان وسائل التواصل: معركة الوعي في زمن التضليل مقابلة | حين يرتقي القائد لا تنتهي المقاومة بل تستمرّ بدمه تكنولوجيا | كيف نمنع هواتفنا من التنصّت علينا؟ (1) الملف | أبناء السيّد متكاتفون عوائل الشهداء: أبناؤنا في سبيل الله الملف | أولو البأس في الميدان الملف | الكلمة للميدان

تكنولوجيا | كيف نمنع هواتفنا من التنصّت علينا؟ (1)

رؤبال ناصيف


هل حصل معكم يوماً أن كنتم تتحدثّون حول موضوع معيّن، فإذ بكم تتفاجؤون بإعلانات ونتائج بحث عنه؟! الجواب سيكون: نعم، بالتأكيد. فكيف تقوم هذه الهواتف بذلك؟ ولماذا؟

* وظائف الميكروفون في الوسائط القديمة والذكيّة
استخدمت الهواتف الخلويّة القديمة الميكروفونات كجزء أساسيّ من تصميمها لتمكين المستخدمين من إجراء المكالمات، وإرسال الرسائل الصوتيّة، وتنفيذ أوامر صوتيّة بسيطة مبرمجة مسبقاً، مثل الاتّصال برقم محدّد محفوظ في دليل الهاتف. ومع تطوّر التكنولوجيا وانتشار الهواتف الذكيّة واندماجها مع شبكة الإنترنت، تطوّرت هذه الميكروفونات وتوسّع استخدامها ليشمل أنواعاً مختلفة من الوظائف، مثل:

1. إجراء المكالمات الصوتيّة والفيديويّة عبر العديد من تطبيقات التواصل، وليس فقط عبر شبكة الخلويّ.

2. تسجيل الرسائل والملاحظات الصوتيّة ومقاطع الفيديو.

3. تسجيل البصمة الصوتيّة لاستخدامها في التحقّق من هويّة المستخدم.

4. التعرّف على الضوضاء في محيط المكالمات وتقليلها أو إلغاء الأصوات غير المرغوب فيها.

5. الاستخدام في تطبيقات مختلفة مثل الترجمة الصوتيّة.

6. التعرّف على الأوامر الصوتيّة حتّى تسمح للمستخدم بالتحكّم بجهازه دون استخدام اليدين.

* المخاطر الأساسيّة للميكروفون في الوسائط الذكيّة
مع تطوّر وظائف الميكروفونات وتنوّعها، ظهرت مخاطر متعدّدة يمكن تلخيص أهمّها في ما يأتي:

1. خطر التنصّت على المكالمات والوصول إلى البيانات من دون إذن: المخاطر المتعلّقة بالميكروفون تشمل إمكانيّة تنصّت شركات الاتّصالات على المكالمات الصوتيّة والفيديويّة. على الرغم منّ أن هذه الشركات لا تقوم بتسجيل المكالمات إلّا في حالات خاصّة بناءً على طلب السلطات القانونيّة، إلّا أنّها قد تحتفظ بالتسجيلات لأغراض تشغيليّة وأمنيّة، لكن لفترات محدودة بسبب الحجم الكبير للتخزين المطلوب.

تزداد المخاطر مع التطبيقات المتعدّدة المتّصلة بالإنترنت، مثل تطبيقات التواصل الاجتماعيّ والألعاب، التي قد تستخدم الميكروفون لجمع البيانات وإرسالها خارج الجهاز. هذه البيانات، سواء الصوتيّة أو الفيديويّة، قد تُخزّن أيضاً على السحابة/ICloud أو لدى شركات التطبيقات، ممّا يسهّل وصول الأطراف الثالثة إليها.

بالإضافة إلى ذلك، قد تُستخدم بعض التطبيقات لتفعيل الميكروفون في بثّ مباشر، والاستماع إلى ما يدور ضمن نطاق تغطيتها، مع تحسّن قدرات هذه الميكروفونات على التقاط الأصوات وعزل الضوضاء المحيطة بفضل التقنيّات الحديثة.
2. خطر التنصّت على الأحاديث الجانبيّة بعلم المستخدم: المخاطر المرتبطة بتطبيقات المساعدات الرقميّة (Digital or Smart Assistants)، التي أصبحت ميزة شائعة في كلّ الهواتف الذكيّة، تظهر بشكل خاصّ عند إعداد هذه المساعدات لتفعيل الأوامر الصوتيّة للمستخدم للتحكّم بالجهاز. هذه المساعدات تستمع بشكلٍ دائم للأحاديث الدائرة حول الهاتف بانتظار سماع صوت المستخدم (سيّدها)، وتلقّيها نداء استدعائها، لتركّز بعدها على استقبال أوامره الصوتيّة وتنفيذها، ممّا يعني أنّها تستمع وتتفاعل مع الأصوات المحيطة عن قصد وتسجّلها.

* التطوّر نحو المساعدات الرقميّة
لم يصبح التطوّر نحو المساعدات الرقميّة ملحوظاً حتّى بداية القرن الحادي والعشرين، بحيث مكّن التقدّم في البرمجيّات المتطوّرة وتكنولوجيا المعالجة والإنترنت من تطوير تطبيقات مساعدات رقميّة مثل Siri لأجهزة Apple في عام 2011م، وGoogle Assistant لأجهزة Android في عام 2016م. كما أُطلقت مساعدات رقميّة أخرى مثل Amazon لوسائط Alexa وMicrosoft عام 2014م.

إحدى أهمّ وظائف المساعد هي البحث الصوتيّ، الذي يوفّر بديلاً للبحث النصيّ في محرّكات البحث. فبدلاً من إضاعة الوقت لكتابة استفساره، يمكن للمستخدم الاعتماد على مساعده لطلب الاتّصال، والبحث عن موضوع، والتحقّق من حالة السير والطقس، أو العثور على موقع منتجع، ليقوم المساعد بتنفيذ الطلب والرجوع بإجابات سريعة ومفيدة.

قد يتفاجأ المستخدم بأنّ مساعده ينبّهه بإشعارات حول ازدحام المرور على الطريق التي يسلكها، في الوقت المناسب، دون أن يسأل عنه. كيف عرف ذلك؟ لأنّ المساعد تعلّم من تنميطه للمستخدم عبر استفساراته السابقة ومع تكاملها مع بيانات موقعه الجغرافيّ، أنّ الأخير سيسلك هذه الطريق في هذا الوقت. وقد يتفاجأ المستخدم أيضاً بإعلانات على المنصّات الاجتماعيّة تُظهر له مواضيع كان يتحدّث عنها مع أصدقائه، دون أن يكون قد استفسر عنها. كيف ذلك؟ لأنّ المساعد الرقميّ يستمع إلى كلّ ما يقوله المستخدم، فينتظر طلبات "سيّده" أو ينفّذها بالنيابة عنه ويوفّر له الإجابة المفيدة.

* كيف يمكن تخطّي مخاطر التنصّت؟
بإمكان المستخدم عند كلّ مرّة يثبّت فيها تطبيقاً أن يحدّد سعة صلاحيّته لاستخدام الميكروفون، وبإمكانه أيضاً أن يعطّل عمل الميكروفون كاملاً بشكل مؤقّت. كما أنّ تطبيقات المساعدات الرقميّة لا تأتي نشطة تلقائيّاً، بل تتطلّب إعداد المستخدم لها.

للحماية من هذه المخاطر، يمكن للمستخدمين التحكّم في استخدام التطبيقات للميكروفون والمساعدين الرقميّين عبر:

1. التحكّم بخدمة الميكروفون: يمكن تفعيل أو تعطيل الميكروفون عبر الإعدادات أو باستخدام أجهزة خارجيّة، مع التأكّد من تمكين أو تعطيل التطبيقات غير المرغوب فيها.

2. إدارة المساعدات الرقميّة: التحكّم في تفعيل أو تعطيل المساعدات الرقميّة عبر الإعدادات بعد التعرّف عليها.

3. حماية الجهاز من التجسّس: الحرص على إزالة أيّ برامج تجسّس وتأمين الهاتف من الهجمات.

* التحكّم بعمل الميكروفون في الهواتف الذكيّة
يُستخدم الميكروفون في الهواتف الذكيّة في العديد من التطبيقات كالمساعدات الرقميّة وتطبيقات التواصل الاجتماعيّ، ويمكن التحكّم فيه من خلال إعدادات الجهاز:

للهواتف الأندرويد:

تعطيل الميكروفون:
Settings > Security and Privacy > Privacy > Microphone Access

التحكم بالأذونات:
Settings > Security and Privacy > Privacy > Permission Manager

للهواتف الآيفون:
Settings> Privacy & Security> Microphone

تعطيل الميكروفون:
Settings> Privacy & Security> Microphone > Manage Permissions

* التحكّم بالأذونات
يمكن للمستخدمين تعطيل الميكروفون كلّيّاً أو تحديد الأذونات لكلّ تطبيق، ممّا يمنع التطبيقات من استخدام الميكروفون دون إذن. الهاتف سيستمرّ في إجراء المكالمات، ولكن الطرف الآخر لن يسمع المستخدم إذا كان الميكروفون معطّلاً. يجب أن يكون المستخدمون على دراية بأنّ تطبيقات التجسّس المتقدّمة قد تتمكّن من تجاوز هذه الإعدادات بحصولها على صلاحيّات إداريّة (Root).

كذلك، يمكن التحكّم بالمساعد الرقميّ كعلاج لتنصّت الهاتف، وهو ما سنعرضه في العدد القادم.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع