نور روح الله | علّمتنــا  أن نبصر جمـال البلاء* مع الإمام الخامنئي | رسالة القرآن: حقيقة النصر* تسابيح جراح | نبضي الخافت تمرّد على الموت مناسبة | في جوار المعصومة عليها السلام الافتتاحية | أذلّاء، لن يجدوا إلّا سراباً كان أباً مجاهداً - حوار مع عائلة سماحة السيّد الشهيد هاشم صفيّ الدين (رضوان الله عليه) وصيّة السيّد صفيّ الدين: "ممنوع أن يجوع أحد" قيادة السيّد هاشم: حـزمٌ فـي ليـن نذرٌ أثمر شرحاً - شــــرح نهــــج البلاغـــة للسيّد هاشم صفيّ الدين لستُ شيعيّاً وأحبُّ السيّد

آخر الكلام | جرحٌ قديم يشهد

نهى عبد الله


1948م- حولا: أخذ موسى ذو الستّ سنوات يشدّ ثوب أمّه بقوّة مشيراً إليها لتحمله وتضمّه، فحملته وهدّأت من روعه، فيما اقتربت جارتها لتسألها وهي خائفة: «ماذا تريد هذه العصابات منّا؟ لمَ جمعونا هنا؟». أشار جدّ موسى إليهما بالهدوء وهو ينظر إلى المسلّحين حولهم ثمّ همس: «هؤلاء عصابات صهيونيّة أخذوا جزءاً من فلسطين عنوةً بكلّ وقاحة، مرتزقة».

علا صوت أحدهم وبدا أنّه قائدهم، تحدّث بالعربيّة بحروف مكسّرة: «نبحث عن الفلسطينيّين، أرشدونا أين يختبئون وستعودون إلى منازلكم».

صاح بهم شابّ: «نحن لا نعلم أين هم، وهذه قرية لبنانيّة لا يحقّ لكم دخولها، اخرجوا».

ردّ عليه المسلّح: «إذاً، أنت من المخرّبين الذين يساعدونهم، قلت: قرية لبنانيّة؟ الآن سترى كيف سنخرج منها»، وأشار إلى عصابته بجمع كل الأهالي في ثلاثة منازل كبيرة، وبدؤوا بإطلاق النار عليهم.

دسّ موسى نفسه في حضن أمّه التي احتوته بقوّة، وشعر بشيء ملتهب يمزّق كتفه الصغيرة.

2024م- حولا: يجلس موسى ذو العقد التاسع على كرسيّه المتحرّك في شرفته المطلّة على قريته، فيما أتى ابنه لينقله إلى مكان أكثر أمناً، ثمّ يخبره بأنّ أفراد عائلة من حولا استشهدوا بقصف العدوّ وهم مدنيّون عزّل، ويتابع الابن بتهكّم واستنكار: «ويأتي من يقول لك: هم مسالمون وأنت أقحمت نفسك في الحرب!». تحسّس موسى كتفه وجرح الرصاصة القديم وقال: «عدوّنا خسيسٌ طبعه، يقتل ليقتل فقط، ولو انتظرناه لأبادنا كما فعل سابقاً. أمّا التافهون بُنيّ فلا تُضِع وقتك بهم».
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع