مهداة إلى روح فقيدَي الجهاد والمقاومة الحاج غـازي محمّـد جـواد فـاضـل وشقيقه الحاج حكمت محمّد جواد فاضل
في العاشر من المحرّم، التحق والدي بقافلة الشهداء عليهم السلام. في ذلك اليوم، أحسستُ بشعور غريب، دخلت إلى غرفة العناية الفائقة وضممته بقوّة، لعلّه لقائي الأخير به، فتذكّرت مصاب السيّدة زينب عليها السلام فهدأ روعي، فلا مُصاب أعظم من مصابها.
من مثلك يا أبي؟ رحلت بهدوء كما عشت بهدوء، يا من عهدناك تحمل همومنا بأهداب عينيك وترسم البسمة على وجوهنا بضحكة وجنتيك، يا نور عيني، كيف لا وأنت للحنان عنوان.
عمّاه، لم أستطع معانقتك ولا حتّى رؤيتك، ففيروس كورونا حال دون ذلك. صحيح أنّه أعياك وأنهكك، بيد أنّه لم يمنعك رغم مرضك الشديد، من الدعاء والتسبيح وحمده تعالى حتّى آخر لحظات حياتك. هو موقف لا يزال يلازمني، لا أنساه ولن أنساه.
لن نقول وداعاً، بل إلى اللقاء في جنّة الرحمن بجوار نبيّه وشفيعكما الكرّار. أنتما باقيان في قلوبنا وعقولنا، نجمكما لا ينطفئ، ناما قريرَي العين فنحن قوم مدرستنا الحسين عليه السلام، وصرختنا زينب عليها السلام، وقوّتنا حيدر عليه السلام، ورايتنا المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، ونداؤنا: لبّيك يا حسين، لبّيك يا زينب.
دينا غازي فاضل