مع الإمام الخامنئي | لا تنبهروا بقوّة العدوّ* نور روح الله | لو اجتمع المسلمون في وجه الصهاينة* كيف تكون البيعة للإمام عند ظهـوره؟* أخلاقنا | كونوا مع الصادقين* الشهيد على طريق القدس عبّاس حسين ضاهر تسابيح جراح | إصابتان لن تكسرا إرادتي(1) على طريق القدس | «اقرأ وتصدّق» مشهد المعصومة عليها السلام قلبُ قـمّ النابض مجتمع | حقيبتي أثقل منّي صحة وحياة | لكي لا يرعبهم جدار الصوت

رثاء| جارة الشهداء في الأوزاعي


مهداة إلى المرحومة الإعلاميّة علا شرارة
ندى بنجك


لم تكن يوميّات. كانت شرارة، أنتِ أحْدثتِها فيّ.

قبل ثلاث سنوات حيث وجدتك ترسلين لي رسالة عبر الهاتف تقولين فيها: «كلّما قرأت كتاباتك يا ندى شعرتُ بأنّني في عالم آخر... كلماتك صادقة ومؤثّرة».

أنظر إلى ما ترسلين فأخجل، ثمّ أبتسم. وتكملين في الكتابة فتوصينني: «إذا صرلي شي ورحت عن هالدنيا بدّي ياك إنت تكتبيلي».

تجمّدت نظراتي كما أنفاسي وأنا أتابع ما ترسلين. شعرت بأنّ الرسالة وصيّة، وأنّ في الأمر ما هو أبعد من كلام. وبين سؤال وجواب أخبرْتِني في لحظتها بموضوع مرضك. شعرت أنّ ناراً اشتعلت في قلبي، وسحبتني بجملة واحدة إلى مشاهدات وحسرات كنت قد عاينتها عن قُرب وتماس يوميّ مع أحبّة كثر، رحلوا بعد ابتلائهم بهذا المرض. من حينها، ظلّت الشرارة متوقّدة.

ثمّ أقتحمُ بعض اللحظات من حين لآخر فأمضي إلى دردشة هاتفيّة معك. من حينها، بقيتُ في دُوار من تأمّل وأمل، عسى الردى يهاجر عنك، وتزول الشدّة.

مضى الوقت، وبين زحام وغياب كلام، وعلى ضوء ظهورك المتألّق الدائم عبر قناة الصراط الفضائيّة، ظننت أنّه قد غاب الألم عنك وعاندتِه، وبقيتِ هادئة رهيفة جدّاً مثل النغم.

قبل شهر ونصف تقريباً، قرأت ما أضرم في روحي نار تلك الشرارة مجدّداً. وهي حتّى الآن لم تخمد. علمتُ ما علمت، واحتدمت من حولي حكايات بيني وبينك أنيسة جدّاً وجميلة.

حَدّثْتِني قبل فترة، في تلك الساعة الأنيسة، والنوّارة، وفي عينيك تلمع حسرة، همستِ: «الشيء الوحيد الذي يحضرني، أنّني أتمنّى لو أعود وأقوم بالأمور العباديّة التي كنت آنس بها... الآن بات الوجع لا يُمكّنني من ذلك، وجسدي لا يطاوعني».

كانت يدك في يدي حينما قلت لكِ: «علا، أنت الآن في أعلى مقامات العبادة. كيفما تحرّكتِ وتنفّستِ. أنت الآن بحدّ ذاتك عبادة بأجمل صورها ونغماتها ومعانيها».

- «يا الله يا ندى كلامك شو حلو»، هكذا همستِ.

- «كلامي أنا! وماذا عنكِ؟! وماذا عن روحك وريحانك. نحن أهل الدنيا لا نملك إلّا أن نحكي، أمّا أنتم فأهل العبور والعمل».

الآن، مطمئنّة أنت حيث أنت ولا ريب، مُحمّلة بعمر من عناق لا يشبهه آخر. باتت ساعاتك في حضن من فقدتِها وبكيتِها مذ كنتِ صغيرة.

يا لساعاتك في حضن أمّك، وهل يؤتى الأمان بغير أنس، وحنين، ورضى قلب أم؟

من المساء الأوّل في روضة الأوزاعي، كانت ليلتك مُقمرة، ينجدل فيها المسك بالضوء، والتراب بالدم.

جَارَة الشهيد القائد سمير مطوط (الحاج جواد) أصبحتِ، وكوكبة من فرسان الخمينيّ رحمه الله وعبق الجهاد الأوّل، وخطّ الولاية الأمثل.

أغمضي جفنيك أيتها الجميلة؛ على فيض وهّار، من لطف ربّك الرحيم.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع