مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص مجتمع | "الأمّ بتلمّ" مناسبة | من رُزق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حُبّها أذكار | شهر رمضان المبارك آخر الكلام | الأوراق المغلّفة الافتتاحية | ما أفضل أعمال شهر رمضان؟ القرآنُ مشروع حياة

مع الإمام الخامنئي: حزب الله يد لبنان وعينه

 


لا يمكن مواكبة أربعينيّة انطلاقة حزب الله من دون الإطلالة على فكر الوليّ والقائد العظيم الداعم والملهم لهذه المسيرة المسدّدة، والتي تحظى حتّى هذه اللّحظة ببالغ عنايته واهتمامه.

نتناول في هذا المقال، حزب الله في فكر الإمام السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظله، والذي يتناوله في مناسبات عدّة.

* حزب الله أتمّ الحجّة
- لم ينسَ العالم، ولن ينسى، ذلك اليوم الذي اخترق فيه الصهاينة حدود لبنان، وتوغّلوا حتّى بيروت، وذلك اليوم الذي ارتكب فيه قاتل مجرم يُدعى "أرييل شارون" مجزرةً في صبرا وشاتيلا، وكذلك لم ينسَ العالم ولن ينسى، ذلك اليوم الذي نزلت فيه بهذا الجيش نفسه ضربات حزب الله القاصمة، فلم يكن أمامه إلّا الانسحاب خارج حدود لبنان مُقرّاً بالهزيمة، بعد أن تكبّد خسائر فادحة، ثمّ راح يتوسّل طالباً وقف إطلاق النار. هذا هو العضد المشدود، وهذا هو موضع القدرة(1).

- وقبل سنوات من الآن، انهزم الكيانُ الصهيونيّ مجدّداً أمام حزب الله في لبنان. حاول هذا الكيانُ كسب الحرب لثلاثة وثلاثين يوماً، ثمّ انهزم. وبعد عامَين، حاول ذلك أمام الفلسطينيّين مدّة 22 يوماً، ثمّ انكسر. وبعد سنوات، حاول ذلك أمام أهالي غزّة المظلومين ثمانية أيّام، ثمّ انهزم.

من الواضح أنَّ الكيان الصهيونيّ الخبيث أضعف اليوم من الماضي. وكذلك أمريكا اليوم أضعف في هذه المنطقة، ممّا كانت عليه قبل عشرة أعوام، وعشرين عاماً(2).

* حاربوه بإثارة الانشقاق والفرقة
الأمريكيّون يتّهمون حزب الله والمقاومة اللبنانيّة بالإرهاب، فهل يوجد أكثر من هذا الافتراء؟!

بينما نحن نقول: إنّ أبناء هذه المقاومة هم أكثر القوى الوطنيّة تضحيةً وفداءً، في أيّ بلد من البلدان.

وفي المقابل، تجد الأمريكيّين يدعمون الحكومة الإرهابيّة الصهيونيّة القاتلة للأطفال، فكيف يُمكن التعامل والتفاوض والاتّفاق مع مثل هذه السياسة؟ والأنكى من ذلك، أنّهم يحاولون إثارة الفرقة بين أبناء الصفّ الواحد(3).

إنّ قضيّة إثارة الفرقة في العالَم الإسلاميّ هي إحدى سياسات الاستكبار الرئيسة. لقد بلغ الأمر بالأمريكيّين حاليّاً إلى التصريح بوضوح، واستخدام عبارات التشيّع والتسنّن، والتحدّث عن الإسلام الشيعيّ والإسلام السنّيّ، والكلام أنّهم يدعمون طرفاً، ويهاجمون الطرف الآخر. في حين أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران كانت، ومنذ اليوم الأوّل لانطلاق الثورة، تحمل رؤية وحدويّة ونظرة مساواة في مجال الفروقات الطائفيّة. فلقد تعاملنا مع إخواننا الفلسطينيّين، وهم من أهل السنّة، بمثل ما تعاملنا مع الإخوة في حزب الله في لبنان وهم شيعة، وكان تعاملنا واحداً في كلّ مكان. لقد كانت نظرة إمامنا العظيم قدس سره.

فحينما انتصر شباب المقاومة وحزب الله في لبنان على العدوّ الإسرائيليّ، وأذلّوا الكيان الصهيونيّ بتلك الصورة، وعُدّ ذلك انتصاراً وازدهاراً للمسلمين في العالم الإسلاميّ، بادرت أيدي التفرقة من فورها لطرح قضيّة الشيعة والسنّة وتشديد العصبيّات المذهبيّة، سواء في لبنان أو في منطقة الشرق الأوسط وفي كلّ العالم الإسلاميّ؛ لأجل التفريق بين أبناء الأمّة الإسلاميّة، وكأنّ قضيّة الشيعة والسنّة قد ظهرت توّاً!(4)

* الشهيد سليماني ولبنان
لقد مدّ الحاج قاسم (رضوان الله تعالى عليه) يد العون للجبهة التعبويّة في العراق كمستشار فعّال، وساعدهم وظهر كداعم كبير هناك. وهذا ما كان عليه الحال في سوريا ولبنان أيضاً. فأُحبطت مخطّطات أمريكا في العراق وسوريا ولبنان بمساعدات وفعاليات الشهيد العزيز قاسم سليماني.

في خصوص لبنان، يريد الأمريكيّون أن يُحرم هذا البلد من أهمّ عوامل استقلاله؛ أي قوى المقاومة وحزب الله؛ ليكون لبنان أعزلَ مقابل "العدوّ الإسرائيليّ" ليأتي ويستولي على بيروت مثلما فعل قبل سنين (عام 1982). لكن حزب الله -بحمد الله- ازداد قوّةً يوماً بعد يوم. وهو اليوم يد لبنان وعينه. ودور شهيدنا العزيز في هذا الوضع دور مميّز وبارز؛ تدبير وشجاعة من مجاهد شجاع وأخ حريص(5).

* التفاؤل بالمستقبل
نحن اليوم نشهد أمام أعيننا تحقّق الوعود الإلهيّة. أيّها الأعزاء! من كان يتصوّر أنّ الكيان الصهيونيّ الذي لم تتمكّن القوّات المسلّحة لدول عدّة أن تصمد أمامه، حيث استطاع الجيش الإسرائيليّ أن يهزم ثلاثة جيوش لثلاث دول عربيّة في غضون ستّة أيّام، وأن يهزمهم في حرب أخرى خلال اثنى عشر يوماً، فمن كان يتصوّر أنّ هذا الجيش المدجّج بالسلاح سيُرغَم على التراجع، ويُهزم بواسطة شباب حزب الله المؤمن، ويرفع يديه استسلاماً أمامهم في غضون 33 يوماً؟!

والأهمّ من ذلك أن يُهزم أمام الشباب الفلسطينيّ الصامد في غزّة الصغيرة، خلال 22 يوماً، وأن يُهزم، ويطلب الهدنة خلال سبعة أيّام في معركة أخرى. من كان يتصوّر ذلك؟! إذا حلّ الثبات والصبر والتوكّل على الله والثّقة بوعد الله، سيتحقّق ذلك. وهذا ما شاهدناه أمام أعيننا. وكذا سيظلّ الحال في ما سيأتي إن شاء الله(6).

من كان يتصوّر أنّ الجيش الصهيوني المدجّج بالسلاح، سيُهزم بواسطة شباب حزب الله المؤمن، ويرفع يديه استسلاماً أمامهم في غضون 33 يوماً؟!


1- من كلمة لسماحة الإمام الخامنئي دام ظله الموجّهة للأمّة الإسلاميّة بمناسبة يوم القدس العالميّ، 22/5/2020م.
2- من كلمة لسماحته دام ظله أمام ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلاميّة، بتاريخ: 25/11/2018م.
3- من كلمة لسماحته دام ظله في صلاة عيد الفطر السعيد، بتاريخ: 18/7/2015م.
4- من كلمة لسماحته دام ظله في لقاء بمناسبة ولادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحفيده الصادق عليه السلام، بتاريخ: 2020/01/08م.
5- من كلمة لسماحته دام ظله، بتاريخ:2020/01/08م.
5- من كلمة سماحته دام ظله في جامعة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم للدفاع الجوّي التابعة للجيش، بتاريخ: 30/10/2019م.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع