مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مشكاة الوحي: الإمام علي (عليه السلام) في القرآن

 


لقد ذاع صيت علي (عليه السلام) وعمَّت شهرته الآفاق رغم أنوف أعدائه، وبرزت فضائله في شتى الميادين ومختلف الحقول، حتى غدا إماماً للجميع.. فالفقيه والعالم، والفيلسوف والعارف، والصوفي والعابد، والأديب والشاعر.. كلٌّ يتغنَّى باقتدائه بأمير المؤمنين (عليه السلام) ويفخر بإمامته في شأنه ذاك.
إنه ولئن كان هذا شأنهم، حسب الإمام فخراً، أن الله سبحانه نصَّبه لإمارة المؤمنين، وجعله سيداً عليهم، وأنزل فيه قرآناً ما نزل في أحد غيره من قومه سوى في الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام).
فكان التعظيم من الله تعالى، والتشريف منه، والمدح والثناء من أعظم سلطة في الوجود.

* فماذا نزل بحقه من آيات؟
آية التطهير؛ قال تعالى:  ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾.  وأهل البيت كما ورد في الكثير من الروايات عن طرق الشيعة والسنَّة هم علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) لا غيرهم، ويروى في سبب نزولها أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألقى رداءً أو عباءة أو كساءً أو ثوباً أو قطيفة، على عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، فنزلت الآية المباركة".
فعليٌّ (عليه السلام) هو أحد مصاديق الآية الذين شملهم التطهير الإلهي من الدنس والشرك والقذارات، وعصمهم عن الذنوب والمعاصي.

آية المباهلة: وقد نزلت هذه الآية عندما حاجَّ نصارى نجران رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أمر عيسى بن مريم (عليه السلام) ومن أبوه؟ فنزلت الآية.
وقد جاء في التفسير أن أبناءنا هما الحسن والحسين (عليهم السلام)، ونساءنا فاطمة سلام الله عليها، وأنفسنا علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فكان علي (عليه السلام) نفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال فيه: "علي مني وأنا منه".

آية الإطعام: قال تعالى واصفاً أهل بيت نبيه وفيهم عليٌّ (عليه السلام): والرواية معروفة من تصدق أهل البيت (عليهم السلام) بفطورهم على مدى ثلاثة أيام متوالية ـ وهم الصائمون ـ على مسكين ويتيم وأسير، مع شدة احتياجهم لهذا الفطور، ورغم تصورهم من الجوع. ومع ذلك آثروا على أنفسهم.

آية التصدق بالخاتم: قال تعالى: . ويروى في سبب نزولها أن رهطاً من اليهود أسلموا، فأتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم سائلين إياه عن خليفته ووصيه، فنزلت الآية.
وقاموا بعدها إلى المسجد برفقة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا بسائل يخرج من المسجد، فسأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما أعطاك أحد شيئاً؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي ـ وكان علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ قال صلى الله عليه وآله وسلم: على أي حال أعطاك؟ قال: كان راكعاً، فكبَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكبَّر من في المسجد.

آية إشراء النفس: قال تعالى: وقد نزلت هذه الآية بحق علي (عليه السلام) عندما بات في فراش الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الهجرة وفداه بنفسه، وكل همه: أو تسلم يا رسول الله؟

مفاخرة: روي أن العباس عمَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشيبة بن أبي طلحة كانا يتفاخران. الأول بسقاية الحاج، والثاني بعمارة المسجد الحرام، وإذا بهما بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، فسألهما بماذا تتفاخران؟ فأجاباه. فقال علي (عليه السلام) فقد أوتيت على صغري ما لم تؤتيا. ضربت خراطيمكما بالسيف حتى آمنتما بالله ورسوله، فقام العباس إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم شاكياً. فأرسل الرسول في طلب علي (عليه السلام)، واستقهم منه الخبر فقال (عليه السلام): يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صدمته بالحق فمن شاء فليغضب ومن شاء فليرضى، فنزل جبرئيل (عليه السلام) بالآية: {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون}. فقال العباس: إنا قد رضينا (ثلاث مرات).
هذا وقد ذكر المفسرون آيات كثيرة نزلت في شأن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لا يسع المجال لذكرها جميعاً، ويمكن الإشارة إليها، فقد فسرت أيماء: الشهيد والشاهد والمشهود، والذكر والنور والهدى، والصادق والمصدّق والصديق، والفضل والرحمة والنعمة.. وغيرها، بعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وأوّلت به.
ولا ننسى أن كل آية خاطبت الذين آمنوا بقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا} كان علي (عليه السلام) مصداقها الأول والأبرز، حيث روى ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "ما أنزل الله آية فيها: {يا أيها الذين آمنوا} إلا وعلي رأسها وأميرها".


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع