نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أمراء الجنة: الشهيد المجاهد حسن علي الزين

 


هو دحنونة في أرض الجنوب...سلك درب الجهاد.. عرج بروحه مع قوافل الشهداء.. صنع من مجده جدائل الرياحين أكاليل غار.. واحتسى من جدولها شربة عز لا يظمأ بعده أبداً.
راغب.. من الذين لم تستهوهم الدنيا بملذاتها، فمات هواه وارتفع إلى مرتبة أعلى عليين.
رصد الفجر.. تجول في وادي السلوقي بحثاً عن طريقة ما لمهاجمة أوكار الصهاينة ودلك حصونهم.


يا عاشقاً لمولاك الحسين عليه السلام سيد الشهداء.. هنيئاً لك هذا العشق فوعدك أن دموع الطف لا تذهب هدراً.. هي قرابين شفاعة يوم لا ينفع مال ولا بنون.. قبريخا أيتها القرية الصامدة ارتدي طرحة الفرح.. وافتحي ذراعيك للشهيد العزيز..هو قادم مع مواكب الشهداء الأطهار.. ينشد مع أذان الفجر أناشيد النصر، والحرية، وكربلاء.

الشهيد المجاهد حسن علي الزين ولد عام 1968 في بلدته قبريخا هذه القرية العاملية الصامدة بوجه الاحتلال الصهيوني.. نشأ الشهيد وترعرع في بلدته التي عشق تراب أرضها.. والشهيد ينتمي إلى عائلة مؤمنة مجاهدة تلتزم بالحكم الشرعي ولم تبخل بشيء لخدمة المجاهدين.

من صفات الشهيد أنه كان حليماً كريماً رحب الصدر، صبوراً لا يعرف الملل، بشوش الوجه يبتسم في وجه كل من رآه، قليلاً ما كان يرى غاضباً، النظر إلى محياه كان يدخل السرور إلى قلوب المقربين إليه وكل هذا ليس بالأمر العجيب، فالشهيد منذ الصغر تميز بسلوكه ومعاملته، وقد بدأ بالالتزام قبل سن التكليف الشرعي وهو من أثر التكليف الشرعي وهو من أثر على أفراد عائلته فزاد التزامهم إخوة وأخوات... لم يسبقه أحد في قضاء حوائج المحتاجين وذلك من فضل اللّه عليه وعلى وجه الخصوص المستضعفين من أبناء أمته العزيزة.. فكل هذا إذا دل على شيء إنما يدل على وعيه الذي سبق عمره... لأن أمثال الشهيد حسن زهدت نفوسهم في هذه الحياة الدنيا فلم تعد لهم سوى مكان التعبد والطاعة لله سبحانه وتعالى إنه من الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة.

كان يوصي والدته أن لا تخصه بشيء عن إخوته لأنه دائماً كان يرى كل من حوله هم أفضل منه ويستحقون كل الخير والاهتمام وهذه الروحية كانت هي التي ترفع من نسبة التعلق بهذه النفس الزكية المنزهة عن كل الأمور الشخصية.. وأيضاً هناك آراء لبعض الأفاضل في شخصية الشهيد.. فقالوا إنه أكبر من سنه بكثير ومثل هذا لا يعمر كثيراً.. كانوا ينسجمون في الحديث معه.. وبدون كلل أو ملل..
أما الجانب العبادي للشهيد فكان بالنسبة للواجبات مواظباً على أداء صلاة الليل،قليل النوم، لا يبخل في أداء الصدقات، ويساعد الفقراء والمحتاجين سراً..

وقد ذكرت الوالدة أن الشهيد كان يأخذ مبلغاً من المال من حسابه الشخصي لينفقه في بعض حاجبات العمل الإسلامي، وعلى الفقراء والمعوزين وبدون أن يعلم أحد.. ومع كل ذلك كان يكافح في سبيل العلم والوصول إلى مستوى تعليمي لينتفع به شعبه ومقاومته الحبيبة الباسلة حيث وصل إلى المرحلة الثانوية وبعدها تفرغ للجهاد فغدا كثير التغيب عن المنزل فقد خضع لعدة دورات ثقافية وعسكرية وكان هناك إصرار من المعنيين في العمل على أن الشهيد يتفرغ للعمل الإعلامي دون العمل العسكري لشدة ذكائه ونجاحه في أداء المسؤولية، لكن الشهيد رفض وقال لهم أتخلى عن كل شيء سوى الحياة العسكرية.. وقد أصيب عدة مرات وكان يعود فرحاً بنصره على اليهود وهو مع رفاق دربه الجهادي أمثال الشهيد حسن زراقط والشهيد عماد السلمان والشهيد عباس قمص هؤلاء الإخوة الأعزاء الذين يفضلهم ويقدمهم على نفسه وكان يتمنى ن يفنى هو ولا يمس أحد من الأخوة المجاهدين أمر بسوء، له عدة مواقف مشرفة تدل على أنه من شهداء هذه الأمة فقد كان شجاعاً قوياً لا ييأس ولا يعرف الهوان، هو مقدام لا يجبن، قراره حاسم في المسير نحو الأعداء.

الشهيد حسن.. عشق المقاومة الإسلامية فغيرت له مجرى حياته وأمسى حذراً في تصرفاته وكلامه وأصبح حديثه عن وجوب الجهاد في سبيل اللّه وبتاريخ 17/6/87 م ارتفع الشهيد حسن إلى مجلس أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام في رياض الفائزين.
فهذه قوافلنا انطلقت تجتاز الصراط بثبات وطمأنينة.. لكن العجب كل العجب لقوافل المنافقين كيف تتهاوى في الدرك الأسفل من النار.

هوى الشهيد حسن شهيداً في وادي السلوقي وبقي الجسد محجوزاً لدى الصهاينة مدة تسع سنوات غريباً عن بلدته حتى منّ اللّه على المقاومة بالنصر المميز وبوجه آخر على يدي حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد حسن نصر اللّه حفظه اللّه وسدد خطاه..
وعاد الجسد الطاهر مع الموكب المهيب وروحه تعانق الأهل وكل الأحبة الذين فداهم بنفسه واحتمته في حناياها تلك الأرض التي طالما انتظرته لتقوم بتكريم جسده الطاهر.. حيث ووري الثرى في بلدته المجاهدة الصامدة قبريخا في تموز عام 96 م فيا أم الشهيد هنيئاً لك شفيعك يوم القيامة، إن الشهيد يشفع لسبعين مؤمناً، فأبشري بالجنة يا مجاهدة يا أم الشهيد حسن.. ويا أمهات الشهداء جميعاً فمن دمائهم الطاهرة سيشرق فجر الانتصار وتبزغ شمس الحرية..

* وصية الشهيد
بسم اللّه وفي سبيل اللّه وصلى اللّه على رسوله محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، إخواني المؤمنين.. أوصيكم بتقوى اللّه ونظم أمركم فإن في ذلك سرور قلب رسول اللّه محمد صلى الله عليه وآله وسلم والالتزام بوصية أمير المؤمنين عليه السلام وأهل بيته الأطهار..

واعلموا إخواني أن طريق الإسلام هي طريق ذات الشوكة الطريق المؤدية إلى رضوان اللّه ورحمته وجنانه.
واعلموا أن طريق الجهاد طريق شاقة ومحفوفة بالصعاب والمتاعب والآلام إلا أنها تؤدي إلى العزة والكرامة والمجد والعلى.

إخواني:
ما أجمل أن يتحمل الإنسان الصعاب في سبيل اللّه هذا الدين الذي ارتضاه اللّه لنا، وما أجمل تحقيق إحدى الحسنيين.. النصر المؤزر والمسدد أو الالتحاق بقوافل الشهداء التي قادها سيد الركب سيدي ومولاي أبو عبد اللّه الحسين عليه السلام.

إخواني المقاومين:
أسأل اللّه لكم التوفيق الدائم في جهادكم مع هذا العدو اللئيم، وارجو أن تكملوا الطريق لتحقيق النصر الذي وعد اللّه به عباده الصالحين والصابرين..
وإلى الملتقى في جوار الرسول وأهل بيته عليهم السلام.

أهلي وأخوتي وأخواتي الكرام.
لقد عشت معكم أياماً جميلة، وتربيت في كنفكم على حب اللّه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام وإطاعتهم، فجزاكم اللّه جزاء المحسنين، وأسأله تعالى أن يوفيكم أجوركم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى اللّه بقلب سليم.
وأرجو المسامحة من الجميع وإلى اللقاء.. أخوكم حسن الزين.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع