حسن الطشم
طائر العمر البهي، مَن سجن ساري عينيك الأزرق وراء القضبان، قبل أن نقطف فاكهة الصيف من دالية جفنيك.
صائد القلوب الولهي، مَن أرخى نقاب الزنازين المعتم، على وجهك اليوسفي المقمر قبل أن ترتشف شاي الشجون في كل الأزقة المنسية، على كل الأرصفة الحزينة ومع كل الغرباء...
زارع الأمل المُخضلِ من وارى عمامتك، عباءتك، هامتك في السراديب الرطنة، قبل أن تنشر حبال الغسل في أحزمة البؤس، وتطهو قدر البحص لإسكات جوع الفقراء.
... يا آتيا من عصر النبوات، هل كبا على خواصر الزمن حصانك أم هي خبب الفرسان أغرتك، فأرخيت له العنان نحو النجوم والسماء، في غياهب الجب ألقوك، وقالوا إن الحبل قد ضاع في عواصم الضباب، ضبابٌ تلك العواصم ضباب...
يا موسى، الكاظمي، اليوسفي أوليس الهوى صدري، والغد صدري فمالك يا سيد لا تترجل عن صهوة الذكريات.
فمتى تهيب مَن أرتشف الأمل من شواطئ عينيك ومتى يئس من رسمك على وسائد الأحلام وخبأك في أحداق الأطفال...
لكنه البوح الشجي في حضرة الغياب الأصلي يوجع الأحباب.