عماد عواضة
إلى الأخ المجاهد الكبير المحتسب الحاج أبو علي مصطفى الديراني
.. أخي
رأيتك عند بوّابة الفجر... تودّع نجمة الصبح..
وتعود إلى بيادر العشق... تجمع كلّ سنابل التراب..
وتهاجر إلى منابت الزهد فتجدلها شمائل..
فيستفيق عليك الزنبق... فتمسح عنه نعاس الليل..
وتتهادى على أكفّه.. فتتألق وجهاً وقلباً..
وأنت يا أخي الوجه الطيب.. الصابر.. المنتصر على القيد..
الطالعُ من دماء الشهداء.. وعيون المجاهدين..
الذين صدقوا وعاهدوا.. ومضوا..
وأنت يا أخي
صبرت وتحمّلت السجن والجلاد.
وكانت كلُّ آهاتك تصرخ مقاومة..
والمقاومة تسطع من على صهوة قيدكم أيها الأحبّة..
يا هذا.. يا كلنا أنت..
ومعك الشيخ الأسير والأسرى..
أنتم حكاية الوطن.. وعزّته.. وكرامته.. وكلّ محيّاه.. يا أبا علي..
يا هذي الجدران الأربعة
حدثيني عن وجهه..
عن يديه..
حدثيني عن الحبّ الكامن في عينيه..
عن العاشق للبندقية والجهاد..
عن أبي عليّ وجواد
عن الوشاح الملقى عل وجه الشمس..
والشمس خجلي.. عندما تُبهر صلاة قلبه عند بوّابة الفجر... وعلى كفّيه خرير الليطاني والعاصي..
يشكلان له دائرة البحر الثائر..
والسفائن العائد.. المهاجرة من فلسطين إلى القلب..
ومن القلب إلى فلسطين..
وفلسطين تحتضن أبا علي. وتحتضنه إبناً وأباً.. وثائراً.. تطلُّ عليه من نافذة سجنه.. تتفقّده كلّ يوم.. وكلّ ساعة.. تهديه قلباً.. وبرتقالاً.. وحقلاً.. وسيفاً..
ترسل إليه الفراشات والعصافير.. وبلابل الصباح.. تؤلف له مئذنة الفجر للصلاة.. والقيام.. والجهاد.. والعودة.. وعلى قلبه يعرش الحبُّ المقدس الكامن هناك.. في قلوب أطفاله المنتظرين..
يعرشون إلى وجنتيه..
يحملون له بطاقة شوق وانتظار...
وإرادة.. وانتصار...
ينفجر قلبه رحيقاً..
يهديه للشهداء.. زهير.. وحيدر.. وسعيد.. والبقيّة تأتي، يطوفون حول عينيه.
وقلب أبو عليّ المفعمُ حبّاً وولايةً للخمينيّ القائد.. وللخامنئي الوليّ.. وللصدر الغائب.. النابت في قلبه وردة وريحانة
يا أخي
أراك قادماً.. تعتلي صهوة المجد وجياد الشمس
وأراك الآن تشعل فينا هذي الروح.. وتمضي..
تُعلن القيد انتصاراً.. وولادة فجر النهار..
أخي
لا السجن.. ولا السَّجانون.. يطفئون فيك روح الإيمان.. سيسقط الجدار.. ويتكسر..
وتعودُ.. تعود..
حاملاً معك بطاقة حبٍ وانتصار..
وسنلقاك عند بوابة الشمس...
وفي مملكة الشهداء..
هناك. حيث سترى أن القيد انتصار..