أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

الشهيد السعيد القائد حسين بهيج ناصر "أبو أدهم"


هناك حيث تستريح الأجفان... وتشنج الجبال...
وهناك حيث لا خضوع ولا رجوع... حيث الآهات تغدو نشيداً... والأعاصير ترتدُّ مواويل... ويستحيل الجرح قضية وانتصاراً...
هناك هناك... زرع رايته ومضى... على تلك القمم الباسقات... روى القمة من نجيع دمه الفوَّاح وغرس من بطن الأرض أن لا مذلة لمن نذر نفسه للكرامة والإباء...
زرع الراية... واطمأن عليها... أدَّى القسم... ومضى إلى الحسين... هوى ساجداً على الأرض يشكر الله على نعمة الجهاد والشهادة.
هو الشهيد القائد والمعلم المقدام حسين بهيج ناصر "أبو أدهم".
ولد الشهيد أبو أدهم سنة 1966م. في أجواء أسرة مؤمنة... تعيش الحبَّ لله ولرسوله والولاء الحقيقي لأهل بيت العصمة عليه السلام فنهل من معين الوالدين المؤمنين معاني الإيمان والتقوى والصبر والتواضع ونشأ الشهيد والإيمان يعتمر في قلبه حتى إذا تفتَّحت مداركه راح يواظب على الصلاة والصيام وفعل الخير.

* عبادة الشهيد:
لقد كانت عبادة الشهيد صورة عن عبادة السالكين إلى الله. ونسخة عن روحية أهل الصعق...
فلكم مرَّة كاد أن يُغشى عليه في الصلاة...
أما صلاة الليل فحدّث ولا حرج حيث كان يحرص أن لا تفوته واحدة حتى وهو بمهمات داخل الشريط المحتل... ساعات الليل تشهد له عندما كان يؤنسها بدعائه وخشوعه وبكائه ونحيبه كالثكلى بين يدي ربِّ العالمين.
وكان لدى الشهيد اطمئنان ويقين. وخوف من الله تعالى وكان ملازماً للدعاء ولتلاوة القرآن. حتى أنه ما كان يجرؤ أحد على منافسته في التسابق في حفظ آيات من القرآن الكريم.
كان الشهيد رضي الله عنه يحرص على المستحبات حتى أصبحت عنده بمثابة الواجبات. ويحرص على ترك المكروهات حتى تساوت عنده مع المحرمات. وكان إخوانه والمقرَّبون منه إذا أرادوا أن يعرفوا كراهية أمر وعدم كراهيته راقبوا "أبو أدهم" فإذا كان يفعل ذلك الأمر حصل عندهم اطمئنان بعدم كراهيته لأن "أبا أدهم" يفعله.
وكان رضي الله عنه مواظباً على زيارة عاشوراء للإمام الحسين عليه السلام حافظاً لها عن ظهر قلب. وهي أحد أوجه ارتباطه بالإمام الحسين عليه السلام الذي كان يحتل كل قلبه وكيانه ووجوده وكانت الكلمة التي تنساب على شفتيه بلا تكلف هي كلمة "السلام على الحسين" في كل لحظة من لحظاته.

* أخلاق الشهيد:
أخلاق الشهيد حسين ناصر "أبو أدهم" صورة عن أخلاق الصالحين والأولياء، فيض من أخلاق من خاطبه الجليل من عرشه "وإنك لعلى خلق عظيم" وفيض من أخلاق أئمة الأخلاق وأئمة الدين أهل البيت عليه السلام.
الابتسامة لا تغادر ثغره... روحه الخفيفة وصوته العذب سلوى إخوانه ورفيق السهرات. وضحكته الملائكية مصدر أنس القلوب.
لم يُعرف أنه آذى أحداّ في فعل أو في قول، وإذا أحس أن أحداً تأذى منه بغير قصده ـ طبعاً ـ فإنه يلزمه بالاعتذار والتسامح حتى يطمئن بأنه سامحه.
وكان أحد اهتماماته وانشغالاته الدائمة هو السعي في قضاء حوائج المؤمنين. يبذل وقته وجهده وعلى حساب راحته وحساب عائلته ـ التي لم تكن تراه إلا نادراً لتأمين حوائج إخوانه وبالخصوص المجاهدين ويعتبر ذلك من أكبر القربات.
حسن الحركة، ليِّن العريكة، قريب إلى القلب، بشره في وجهه.
وعرف الشهيد بإيثاره. فلكم فضَّل غيره على نفسه حتى فيما هو بأمس الحاجة إليه وكان يقرأ  ﴿لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ وكان يقرأ  ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾
وكان من ميِّزات الشهيد وخصوصياته شدة تواضعه للمؤمنين وحبه للناس وحرصه على أن يكونوا مؤمنين حقيقيين.

* جهاده:
عرف عن الشهيد شجاعته وإقدامه منذ صغره. وتميَّز من بين أقرانه بالعزيمة وعدم الخوف والإقدام على الصعاب. وقد بدأ مبكراً في جهاده ضد أعداء الله والإنسانية ـ اليهود الصهاينة.
فقد بدأ بالمرابطة على ثغور الجهاد ومحاور الكرامة في العام 1985م.
وبدأ يشارك في المهام العسكرية فيؤديها بكل دقة وجرأة فأثار إعجاب القيادة العسكرية للمقاومة فيه.
وأصرَّ هو أن يكون في كل عمل وعملية جهادية. ويطلب بإصرار أن يحصل على شرف المشاركة في العمليات النوعية والمهام الأكثر خطورة طلباً وسعياً وراء الوسام الإلهي الكبير الشهادة.
وكان في ساحة المعركة كالليث الغاضب. ينقض على اليهود الجبناء فيفرون من أمامه كما تفرُّ المعزى من الأسد.
همّامٌ... قوي، صلب. معروف بتحمل المشقات والصعاب في سبيل إنجاح العمل الملقى عليه.
شارك في العديد من العمليات النوعية وكان متميزاً فيها. سواء كان قائداً أو غير قائد لها. وشارك في كمائن وزرع عبوات، وكان يُنتدب لكل عمل خطير وحسَّاس.
ومن أبرز عملياته النوعية: "السويداء، الدبشة، طلوسة، الريحان، وسجد". التي نال فيها شرف الشهادة.

* ميّزات شهادته:
قبل أيام من شهادته كان يستمع لمجلس عزاء ويبكي بكاءً شديداً على مصاب الحسين والزهراء عليه السلام.
1 ـ ولشدة ارتباطه بالحسين عليه السلام استشهد في أيام شهادة الحسين عليه السلام في عاشوراء الدم والانتصار.
2 ـ استشهاده (عطشان) إذ أنه بقي قبل العملية وقرب الموقع حوالى ثمان ساعات ومن دون ماء في وقت الظهيرة واشتداد حرارة الشمس. وكلما أحس بالعطش أكثر كان يزداد عزيمة ويتذكر عطش الحسين عليه السلام.
3 ـ أثناء استشهاده وقع على الأرض ساجداً.
4 ـ بقى جسده يومين تحت الموقع في العراء في التاسع من محرم والشمس تصهره بحرارتها مواسياً بذلك لغريب كربلاء عليه السلام.
استشهد في عملية سجد النوعية بتاريخ 12/5/1997م وكان قائد العملية.
فسلام عليه يوم ولد ويوم جاور الحسين شهيداً في دار الخلد ويوم يبعث حيَّاً.
أبا أدهم... يا وردةً عبقت في رياض السالكين...
ويا مشعلاً ينير درب الإباء...
دمك الزاكي لن يجف، سينساب فخراً، وعزاً، وانتصاراً...
وجهادك المقدس ستخلده ملاحم البطولات وأنت صنعتها.
هنيئاً لك العروج وهنيئاً لك المقام، حيث يطيب المقام.

* وصية الشهيد إلى المجاهدين وأهله:
بسم رب المجاهدين والصلاة والسلام عليك يا رسول الله وعلى وصيك إمام المتقين وعلى بضعتك المظلومة وعلى سيدي شباب أهل الجنة وعلى الأئمة الأطهار وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين.
السلام عليكم يا إخوتي المجاهدين يا من جاهدتم أنفسكم بالجهاد الأكبر قبل الأصغر. وتنزهتم عن حب الدنيا.
وأهم مسألة ألفت نظركم إليها هي الالتزام بطاعة التكليف الشرعي لأنه تكليف إلهي ومخالفته معصية يعاقب عليها الجبّار.
تحملوا المصاعب وواجهوها بالصبر والتقوى.
أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم والسير على نهج الإمام الخميني قدس سره. المتمثل بولي أمر المسلمين آية الله العظمى الخامنئي (أدامه الله) لأنه نهج الأنبياء والأئمة عليه السلام إنه درب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام. أطردوا حبَّ الدنيا من قلوبكم.
واعلموا أن أقصر وأقرب الطرق إلى الله هو الجهاد ونيل الشهادة وما أسعد الإنسان أن يكون بانتظاره سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وأي شرف أكثر من أن يكون بجوار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته.

* وصية الشهيد إلى والده:
والدي الحنون
أول ما أبدأ كلامي معك هو طلب السماح منك، لقد كنت نعم الوالد أتمنى عليك يا والدي أن تصبر عند سماعك خبر استشهادي.
وصية الشهيد إلى أمه:
إلى أمي الحنونة:
أمي ما أجملها كلمة صداها يتردد في قلبي دائماً، سامحيني يا أمي على تقصيري الدائم اتجاهك ولا تنسيني بدعائك.
أرجوك يا أمي لا تبكي عليَّ كثيراً واقتدي بالزهراء عليها السلام واعلمي بأنك يوم القيامة ستفتخرين أمامها لأنك واسيتها بابنها الحسين عليه السلام وقدمت من فلذة قلبك في سبيل الله.
ربوا ولدي على حب الجهاد والشهادة واسقوه حب الحسين عليه السلام.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع