مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نزهة في حديقة القرآن

 


* نزهة عرفانية
 ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ *  فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ [غافر/44-45]:
تفويض الأمر إلى الله ردّه إليه، فهو قريب من معنى التوكل والتسليم وفي هذه المعاني الثلاث ثلاثة مقامات من العبودية.
التوكل ثم التفويض وهو أدق من التوكل ثمّ التسليم وهو أدق منهما، فالتفويض من العبد لله حاله حال الأعزل لا أمر راجعاً إليه.
والتوكل جعل الله وكيلاً يتصرّف فيما له من الأمر. والتسليم من العبد مطاوعته المحضة لما يريده الله سبحانه فيه ومنه من غير نظر.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام قال: .. وعجبت لمن لا يفزع إلى قوله: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد﴾ِ فإنّي سمعت الله تعالى يقول بعقبها: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾

* عطر بلاغي
 ﴿قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر / 10]:
أطلق الحسنة هنا فلم يقيدها بدنيا أو آخرة، وظاهرها – والله أعلم – أنّ للمؤمنين المحسنين في هذه الدنيا: طيب النفس، وسلامة الروح، وصون النفوس عمّا يتقلّب فيه الكفار من تشويش البال، وتقسيم القلب وغلّ الصدر، والخضوع للأسباب الظاهرية، وفَقْدُ ما يُرجى في كلّ نائبة، وينصر عند طروق الطارقة، ويطمئن إليه في كلّ نازلة. وفي الآخرة سعادة دائمة ونعيم مقيم.

* زهرة جمالية
 ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب﴾ُ [هود/88]:
عن علي عليه السلام قال: قلت: يا رسول الله أوصني. قال: قل: ربي الله ثم استقم. قلت: ربي الله وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب! قال: ليهنأك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شرباً ونهلته نهلاً.

* ثمرة لغوية
 ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ٌ  [آل عمران/26]:
العز كون الشيء بحيث يصعب مناله؛ ولذا يقال للشيء النادر الوجود إنّه عزيز الوجود أي صعب المنال، ويقال عزيز القوم لمن يصعب قهره والغلبة عليه من بينهم، وصعب المنال من حيث مقامه فيهم ووجدانه كلّ ما لهم من غير عكس، وقد استعمل في كلّ صعوبة، كما يقال: يعز علي كذا. قال تعالى: (وعزيز عليه ما عنتم) أي صعب عليه، واستعمل في كلّ غلبة كما يقال: من عزّ بزّ أي من غلب سلب، قال تعالى: (وعزني في الخطاب) أي غلبني.
ويقابله الذل وهو سهولة المنال بقهر محقّق أو مفروض. قال تعالى: (ضُربت عليهم الذلة والمسكنة)..


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع