أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

الشهيد السعيد عبد الله صوفان

 


عندما أقرأ وصية مربية لشهيد فأنني أشعر بالحقارة والضعة الإمام الخميني قدس سره:
ولد الشهيد عبد الله صوفان بتاريخ 4/2/1971، ترعرع في ظلّ عائلة متواضعة. دخل المدرسة في الرابعة من عمره، كان نشيطاً ومهذباً – أتت الفتنة – تهجرنا وكانت بلدتنا حانين أول بلدة هجرت في الجنوب عام 1976. عانى وأهله وأخوته مرارة قاسية من كثرة التنقل من بلدٍ لآخر. في أحد الأيام كانت دورية للطوارئ تمرّ أمامه حسبهم يهوداً، كان يحمل رشاشاً بلاستيكياً بيده وبالأخرى حجراً رمى عليهم الحجر فأصاب أحدهم نزل الجندي وأسرع خلفه وأمسك به ووضعه في المصفحة لمسافة بعيدة ضربه وتركه.

لم تثنه متابعة الدراسة عن الانتساب إلى صفوف المقاومة الإسلامية، بدأ حياته الجهادية من خلال حضور الجلسات الثقافية في المسجد وعند الإخوان الذي عرفهم وعرفوه.كانت عبادته غير اعتيادية يحيي الليل صلاة ودعاءً وتلاوةً وبكاءً، صوته كان هادئاً، يسير في الطريق باستقامة دون التفات، سريع الانتباه، سريّ للغاية، مقدام في المعارك.
دائماً يفكر بمقارعة الاحتلال الذي هجّره وأهله من بلدته واحتلّ الجنوب والبقاع الغربي.
التحق بدورات عسكرية عديدة وشارك في العديد من العمليات العسكرية النوعية وغيرها، والمواجهات في كفرا وياطر والكثير الكثير من المعارك، وآخرها العملية النوعية التي أسر فيها المجاهدون أربعة من عملاء الصهاينة في موقع علمان حيث استشهد هناك. وقي في الموقع حيث كانت أمنيته.
عرف بين إخوانه المجاهدين بالشجاع البطل.

كان يقضي نهاره في تأدية واجبه لا يهدأ أبداً، صبور يعرف متى يثور ومتى يهدأ، كانت البسمة لا تفارق وجهه إلاّ عند بكائه من خشية الله، يداعب الأطفال كثيراً، يساعد أبويه في العمل.
يعطي دروساً في الصبر، يذكر بمصائب أهل البيت عليه السلام دائماً. لا يخرج عمّا أمره الله به من طاعة وغير ذلك، عندما يغضبه أحد يبادره... الله يهديك.
كانت الدنيا لا تعني له شيئاً أمام ما يمليه عليه الدين والواجب بمقارعة العدو والعملاء. حيث تربّى على الكتمان والإخلاص لله وحده، فكان مجهولاً بالنسبة للكثير من أصحابه وأهله وإخوته لا نعرف ما يقوم به إلاّ القليل القليل سوى تصرفاته وعبادته حتّى استشهد.
وقد سمّى نفسه بـ لواء الحسين عليه السلام لأنّه يحب مجالس أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
استشهد الشهيد عبد الله صوفان (لواء) في موقع علمان 19 أيار م مع أحد إخوته المجاهدين.
فهنيئاً لك أيّها الشهيد في عرس الشهادة وسلام عليك وعلى أخوتك الشهداء يوم ولدتم ويوم تبعثون أحياء.

من وصية الشهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم باسمك أبدأ، ومنك أرجو الهداية والعون، إنّ حياتي ومماتي وحاجتي وابتهالي كلها لك وإليك يا أرحم الراحمين.
الصلاة والسلام على أشرف خلق الله وأعز المرسلين سيدنا ونبينا وحبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا وطبيب نفوسنا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين.
 ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾  ﴿ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء ولكن لا تشعرون﴾.
السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين بن علي ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار.
السلام على الإمام القائم المهدي المنتظر عجل االه فرجه الشريف.
السلام على الإمام الخميني العظيم ومقيم دولة الحق بإذن الله، ورحمة الله وبركاته.
السلام على نائبه الإمام السيد علي الخامنئي العظيم ورحمة الله وبركاته.
السلام على شهداء الحق ضدّ الباطل.
يقول الله تعالى في كتابه المجيد:  ﴿لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾   صدق الله العظيم.
فمن خلال هذه الآية الكريمة يتضح لنا فضل المجاهد في سبيل الله وبقاء دينه. فالجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصّة أوليائه، وهو ينجي من عذاب النار ويدخله الجنّة بإذنه تعالى.
والحسين عليه السلام علّمنا كيف نحارب الظالمين وننتصر عليهم من خلال الشهادة. إخوة الإيمان "هناك شيء ملاحظ وخاصّة في كربلاء، إذ لم يكن هناك أيّ بطلٍ من أبطال نينوى يبرز إلى ساحة المعركة قبل إذن الإمام الحسين عليه السلام وهذا أكبر دليل على أنّ الذي يريد أن يبذل دمه في سبيل الله لا بدّ وأن يكون عمله ضمن تكليف شرعي. ولا بدّ أن يكون عمله هذا مُقلداً، لذلك أحبّ أن ألفتكم إخوتي إلى التمسّك بولاية الفقيه التي هي طريق النجاة وأن لا تقوموا بأي عمل دون أن تكون ذمتكم بريئة وتحصيل البراءة هذه تكون عبر تقليد الإمام والسير على خطّه والالتزام بنهجه.
أخوتي أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وما تقوى الله إلاّ اجتناب المعاصي وفعل الواجبات وأن لا تدعوا مأساة كربلاء تغيب عن أذهانكم ولو للحظات، حافظوا دائماً على مجالس العزاء ومجالسة العلماء.
حيث يقول الإمام قدس سره: "لولا هذه المجالس لما انتصرت الثورة".

ووسيلة الاتصال بالله سبحانه وتعالى هي عبر التعلّق بأهل البيت عليهم السلام. حيث يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان يوم القيامة لم تزل قدماً عبدٍ حتّى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيما أبلاه، وعمّا اكتسب من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن حبنا أهل البيت عليهم السلام".
وعنه ( صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً قال: "لا يدخل الجنّة إلاّ من كان مسلماً ... فقيل له: يا رسول الله وما الإسلام؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: الإسلام عريان ولباسه التقوى وشعاره الهدى، ودثاره الحياء، وملاكه الورع، وكماله الدين، وثمرته العمل الصالح، ولكلّ شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت".
أمي، أبي، أخوتي وأخواتي الأعزاء: يعجز اللسان عن وصف حبّي وتعلقي بهذا الخط الإلهي، ألا وهو خطّ الإمام الحسين عليه السلام ونهج الإمام الخميني قدس سره. ألا وهو طريق مرضاة الله عزّ وجل، نعم إنّه طريق المجاهدين طريق الذين حملوا دمائهم على أكفّهم طريق من أعاروا جماجمهم لله جلّ وعلا، وطريق من عضّوا على جراحاتهم إنّه طريق ذات الشوكة.
يقول الإمام علي عليه السلام: "لا تستوحشوا طريق الهدى لقلّة سالكيه".
أبي وأمي الحنونين: أرجو منكما المسامحة لأنّي مقصر جداً بحقكم وفي أداء واجبي تجاهكم.
فطريقنا كما تعلمون طريق شاق وطويل يحتاج إلى كثير من التضحيات وشجرة الإسلام لا ترويها إلاّ دماء الشهداء.
حاولوا دائماً أن تتذكروا اليوم الذي وقف فيه الإمام الحسين عليه السلام وحيداً بين الأعداء ينادي: "ألا من ناصرٍ ينصرنا؛ ألا من معينٍ يعيننا؟ ألا من يحامي عن النساء؟". تذكروا أم المصائب زينب عليها السلام وهي تودع أخاها وهي تقدم له جواد الموت تذكروا ذلك الموقف العظيم من رملة أم القاسم التي أبت على ولدها إلاّ أن يستشهد بين يدي أبي عبد الله الحسين عليه السلام. تصوروا أشلاء القتلى ملقاة على الرمال وتدوسها الخيول بأرجلها، تصوروا ذلك كلّه وقارنوا بين ما أصابكم وما أصاب الإمام الحسين عليه السلام الذي بذل كلّ ما لديه وعياله.
أهلي، إن كل ما على وجه الأرض فانٍ حيث يقول الله في كتابه العزيز:   ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ  وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾
أهلي ما أسعدكم يوم القيامة عندما تقابلون الإمام الحسين عليه السلام وهو يقول لكم أهلاً بمحبينا.

أهلي الأحبّة، كل ما أتمناه منكم المسامحة وأن تستعينوا بالله وتصبروا وأن تقيموا الصلاة كما أوجبها الله وتصبروا على جميع المشقات والآلام وتتمثلوا بعوائل الشهداء وأوصي إخوان الثائرين على نهج الإمام الخميني (قدس سره وطيب ثراه) بتقوى الله ونظم أمركم، إنّ أكرمكن عند الله أتقاكم.
إخوتي، أوصيكم بالالتزام الجيد للإسلام، والاطلاع على الدين الإسلامي والتمسك به جيداً لأنّ الدين عند الله الإسلام فمن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه. وأن لا تنسوا ذكر الله.
ملاحظة: أطلب من الأخوان الأفاضل بشكل عام وأخوتي بشكل خاص أن لا ينسوني بقراءة الفاتحة ودعائهم لي من أدبار الصلاة وقراءة القرآن وخاصة في يوم الجمعة... وزيارة أهل القبور المستحبة في يوم الجمعة .. وما توفيقي إلاّ بالله.
وآخر دعوتي أن الحمد لله رب العالمين العبد الفقير إلى رحمة الله عز وجل.
عبدالله يوسف صوفان
لواء الحسين عليه السلام

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع