مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

خاطرة: بطاقتا حب... لوالِديْ المولود الأعظم


و. ح


يا آمنة...!
يا بنت وهب...!
يا أشرف الوالدات.. وأجمل الأمهات..!
كيف ظلّلك زمان.. وأنتِ ما زلتِ تحوكين حلمك رداءً فوق أردية الزمان...؟
كيف احتواك مكان.. وأنت ما زلت تسوّرين الكون بسوار النبوة فيتسع لأيتام الأرض مع هناءة الحلم بين جفنيك... المكان؟
يا آمنة... يا رقة الهُدُب.. في أحلام عبد الله... ورفيقة الرؤية في عيني عبد الله.. يا شريكة النبض الخافق في الجوارح الوليدة... يتيم الحب.. الذي به.. صاغك أماً.. قبل رحيله.. عبد الله...
تباً لدنيا لم تهبْكِ إلاّ القديد.. في ليل كنتِ فيه تفرشين صحراءها مهداً.. لأعظم مولود.. في أقدس ولادة...
تباً لتاريخ.. لم يهبْك إلاّ سطرين صغيرين.. من صفحات... أنتِ ملأتها بالضياء.. ولجغرافيا لم تهبك إلاّ حفرةً صغيرةً.. بين مكة والأبواء... ولولاك ما كانت لنا في صحف التاريخ.. أو مجسّمات الجغرافيا.. صفة.. ولا أسماء..!
تباً لدنيا.. سلبتك هناءة الحلم.. وجغرافيا.. اغتالت منكِ صاحب الحلم.. وتاريخ سلبك حتّى كنيتك متجاهلاً... أنت وحدك بين النساء... اكتملت أماً لمحمد.. السلام عليك يا... أول ومضة حب في زمان محمد.. السّلام عليك يا أمّ محمد...!
يا عبد الله..!
يا فاتح عهد اليُتْم في أقدس حياة.. قف هنيهة..!
إلى أين..؟ إلى أين.. مضت بك طُرق القوافل...؟ وأين رَمَتك بعيداً عنها...؟
لماذا تركت للريح أن تحدو لها... كآبة غربتك؟.. وللانتظار أن يبقيها وحيدةً إلا منه..؟ آه.. لو تلينُ الدروب التي باعدت بينكما.. وتعيدُك إليها ثانيةً.. أما كنتم ستمسحان بأنامل اللهفة الواحدة.. ضياء جبينه..؟
أنّى لمنعطفات الطريق القاسية أن تعرف.. أن عينيك لو انحنتا على نداوة وجهه النبوي.. كانتا ستظلان عليه. بحب أمّه.. في قلب أبيه؟ أنّى لكثبان الرمال اليابسة.. في اتساع الصحراء... أن تدرك سرّ يديك.. لو امتدتا تحملانه من يديها.. كانت الرمال.. حتّى الرمال سترتوي من فيض الحنان من عيني أمّه إلى مساكب النجوى بين ذراعي أبيه...!
يا عبد الله.. موحشة دروب الرحيل.. خاوية محطات الانتظار وقلب آمنة وحده، يخفق مع نبضات النبوة في فؤاد وليدك. ومع ذلك ما ملّت في وحدتها من فراغ الانتظار.. لأنّها كانت توقن أنّك ستطل عليها من آخر الدروب الطويلة، المتعرّجة، المضاءة بشعاع حُبّك في عيني محمد.. حسرةٌ واحدةٌ فقط كانت تغتسل بالدمع الهامل على يباس ما بين القلب والعين...
لو أعادتك الدروب إليهما معاً.. إليه وحْدَه على الأقل.. أما كان كلاكما سيمسي أباً.. لأبيه...؟
يا أبا محمد.. بعيداً رمتك المسافات.. بعيداً نأت بك الرياح ووحيداً... التهمتك الصحراء.. يا لوحشية الصحراء في يتم محمّد ومع ذلك.. طاب وليداً وطب والداً.. فهو ما جاء ابناً لسواك وما اتسعت في الحياة مسافة.. إلاّ لتكتب.. بالضياء.. محمد بن عبد الله .. السّلام عليك.. يا عبد الله.. السلام عليك يا أبا محمد..
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع