اقتلني شوقاً -يا ربّ- وادفع ديتي، فلا جمال لي بغير هواك .
نبيّنا محمّدٌ وجهكَ الذي يتوجّه إليه العاشقون، يومٌ آخر يعزّ فيه علينا فقده، كيف لا وهو الوسيلة إليك والمعلّم الحاضر .
لم يعرفْ -يا ربّ- غيرك، لم يستترْ بغيرِ كهفِك أو يكتنِفْ غير رحمتك..
فطرتَ قلبي يا بلال!
تشهدُ وأشهدُ أنّهُ رسول الله، وأنّه كان يحمل في صدره هموم المتعبين؛ بقي يدعو لهم حتّى
وافته المنيّة، يتحنّن على أيتامهم؛ يعلّم رجالهم، يزكّيهم ويمنحهم من ثمرةِ الوعي التي بذرها الله في لبّه، كان مُرشداً معطاءً، نشلهم من غياهب الظلمة، ومشى معهم رويداً رويداً إلى عالم النور، لم يكن مظلماً، لكنّه يعرف جيّداً أنّ من يريد تعليم أطفاله المشي عليه أن يواكبهم في أولى براءة خطواتهم بعد حبوِهم.
ساندهم، آزرهم، ضخّ فيهم رحمة الله وانتقل إليها.
فأذّن يا بلال وأرحنا.
مريم عبيد