نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

أدب ولغة: مفاتيح أبواب الجنة

فيصل الأشمر

 



* من أمثال العرب:
- أَنْجَزَ حُرٌّ مَا وَعَدَ:

أولُ من قَالَ ذلك الحارث بن عمرو آكل المُرَار الكِنْدِي لصَخْر بن نَهْشَل بن دَارِم، وذلك أن الحارثَ قَالَ لصخر‏:‏ هل أدلّكَ على غَنِيمَة على أن لي خُمُسَها‏؟‏ فقال صخر‏:‏ نَعَمْ، فدلَّه على ناسٍ من اليمن، فأغار عليهم بقومه، فَظَفِرُوا وغنموا، فلما انصرفوا قَالَ له الحارث‏:‏ أنجَز حُرٌّ ما وعد، فأرسلها مثلاً، فطلب صخرٌ من قومه أن يُعْطُوا الحارثَ ما كان ضمنَ له، فأبَوا ذلك، وقالَ ابن يَرْبُوع‏:‏ والله، لاَ نعطيه شيئاً من غنيمتنا، ثم مضى في سبيله، فَحَمَلَ عليه صخر فَطَعَنَه فقتله، فلما رأى ذلك الجيش أعطوه الخمس، فدفعه إلى الحارث.

- المَنِيَّةُ ولاَ الدَّنِيَّةُ:
أي المنيةُ أحبُّ إليَّ من الدنية، والمنية هي الموت والدنية هي النقيصة والعيب. وقريب من هذا المثل ما تمثَّل به الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء قائلاً: الموتُ أولى من ركوب العار.

- حَمِيَ الوَطِيسُ:
الوطيس هو التنّور أو ما يشابهه، فإذا حميت حجاره يتعذر على الناس أن يطأوا هذه الحجارة. يضرب هذا المثل للأمر إذا اشتدَّ‏.‏

* قال الشعراء:

- قال أبو العتاهية:

أَلا إِنَّ تَقوى اللَهِ أَكرَمُ نِسبَةٍ تَسامى بِها عِندَ الفَخارِ كَريمُ

إِذا ما اجتَنَبتَ الناسَ إِلّا عَلى التُقى خَرَجتَ مِنَ الدُنيا وَأَنتَ سَليمُ

أَراكَ امرَأً تَرجو مِنَ اللَهِ عَفوَهُ وَأَنتَ عَلى ما لا يُحِبُّ مُقيمُ

فَحَتّى مَتى تَعصي وَيَعفو إِلى مَتى تَبارَكَ رَبّي إِنَّهُ لَرَحيمُ

وَلَو قَد تَوَسَّدتَ الثَرى وَافتَرَشتَهُ لَقَد صِرتَ لا يَلوي عَلَيكَ حَميمُ

تَدُلُّ عَلى التَقوى وَأَنتَ مُقَصِّرٌ أَيا مَن يُداوي الناسَ وَهوَ سَقيمُ


* من غريب القرآن الكريم:
- قال الله تعالى في سورة فاطر الآية 35: ﴿وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ. اللغوب: التعب.
- قال الله تعالى في سورة الإسراء الآية 104: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا. اللفيف هو الجمع العظيم من أخلاط مختلفة، فيهم الشريف والذليل والضعيف والقوي. ويقال: جاء القوم بلفيفهم: أي بجماعتهم وأخلاطهم.
- قال الله تعالى في سورة المؤمنون الآية 44: ﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى. تترى: أي متواترين، أي متتابعين بعضهم في أثر بعض.

* من بلاغة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله:
- قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كما ورد عنه: "مفاتيح الجنة لا إله إلا الله"(1). في حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله إستعارة واضحة، حيث جعل صلى الله عليه وآله "لا إله إلا الله" مفاتيح يفتح بها الناس أبواب الجنة.
- وقال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله كما روي عنه: "أكثروا ذكرَ هادم اللذّات"(2). في حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله هذا استعارة أيضاً، والمقصود أن الموت يهدم اللذات ويذهب بها كما ينهدم البناء ويزول.

* فائدة إعرابية:
- خصوصاً: تعرب هذه الكلمة على وجهين: الوجه الأول: تعرَب حالاً منصوبة بالفتحة، كما إذا قلنا: أحب الرياضة خصوصاً الملاكمة.
الوجه الآخر: تعرَب مفعولاً مطلقاً منصوباً بالفتحة إذا سبقها حرف العطف "الواو"، كما إذا قلنا: أحب الرياضة وخصوصاً الملاكمة.
- ريثما: وهي مركبة من "ريث" و"ما" المصدرية. نقول مثلاً: إنتظرني ريثما أعود. وتعرب "ريثما" كالتالي: ريث: ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة، وما: المصدرية مبنية على السكون ولا محل لها من الإعراب.

* أخطاء شائعة:
- يقال: استقريتُ بالمكان بمعنى أقمت وسكنتُ، والصحيح أن يقال: استقررتُ بالمكان، والأمر نفسه ينطبق على كل الأفعال التي هي على وزن "إفعلَلَّ " مثل: إستمرَّ: استمررت لا استمريت،...
- يقال: احتار فلانٌ في هذا الأمر, والصحيح أن يقال: حار أو تحيَّر فلان في هذا الأمر، لأن الفعل "احتار" لم يرد في لغة العرب.
- يقال: أكّدَ فلان على الموضوع، والصحيح أن يقال: أكّدَ فلان الموضوعَ، لأن فعل "أكّدَ" يتعدى بنفسه ولا يتعدى بحرف الجر "على".
- يقال: على جميع الأصعدة، والصحيح أن يقال: على جميع الصُعُد، ولم يرد في المعاجم جمعُ "صعيد" على "أصعدة".

* كلمات عامية أصلها فصيح:
فيما يلي بعض الكلمات التي يستعملها الناس في حياتهم اليومية ولها أصل في اللغة الفصحى:

* بعزق:
- تقول العامة: بعزق فلان الأشياء، ويقصدون من ذلك أنه فرقها وبددها، وتبعزق الشيء أي تفرَّقَ، وأصل هذا الفعل في اللغة العربية الفصحى هو "تبعثق"، يقال: تبعثق الماء، أي خرج وفاض من الحوض المكسور، هذا هو رأي الشيخ أحمد رضا في كتابه "قاموس رد العامي إلى الفصيح"، ولكن يمكن أن يكون فعل "بعزق" مقلوباً من فعل "زعبق" الذي يؤدي نفس المعنى الذي يؤديه فعل "بعزق" في العامية.

* يجلّط:
- تقول العامة: هذا الرجل يجلّط، أي يكذب في كلامه. وفي "لسان العرب" ورد: جلط الرجل يجلط إذا كذب. فاستعمال العامة لهذا الفعل صحيح وموافق للعربية الفصحى.


(1) بحار الأنوار، الجزء 21، الصفحة 407.
(2) بحار الأنوار، الجزء 33، الصفحة 587.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع