إعداد: نبيلة حمزي
"أكره النّظر إلى وجهي في المرآة"، "لا أحبّ أن أخرج من المنزل"، "الكل ينظر إليّ بغرابة".... عبارات مختلفة تدور ببال الشاب المراهق عند ظهور حب الشباب...
ما هو سبب ظهوره؟ كيف يمكن معالجته؟ وما الذي يمكن أن يفعله الشاب للتخلص منه؟
هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها في هذا التحقيق.
تُعرّف الدكتورة أنجيلا ياسين(*) حب الشباب بأنه مرض التهابي مزمن يصيب الوحدة الشعراوية المؤلّفة من بصيلة الشعر، والغدد الدهنية. ويكون ظهوره على شكل (زوان) رؤوس سوداء. ويحدث ذلك عن طريق ازدياد الإفرازات الدّهنية الأمر الّذي يؤدّي إلى تراكم الخلايا الميتة، فانسداد الغدّة الدّهنية يؤدّي إلى ظهور هذا النّوع، وأكثر الأماكن التي تظهر فيها، هي أكثر الأماكن إفرازاً للدهون في الجسم كالوجه، الرقبة، الكتفين وأعلى الظهر.
* أسباب ظهور حبّ الشباب
تتابع د.ياسين: أما أسباب ظهور حب الشباب فهي: طبيعة البشرة الدهنية، العوامل الوراثية، العوامل الهرمونية المتغيرة عند الشاب والفتاة، التوتر والضغوط النفسية، استخدام بعض الأدوية والكريمات.
أما فيما يتعلق بالجانب النّفسي وعلاقته بظهور حبّ الشباب، فتؤكد الأخصّائية النفسيّة ريما بدران أنّ العامل النّفسي يساعد كثيراً في هذه المسألة، وقد أثبتت الدراسات مؤخراً أن 50% من الأمراض تعود أسبابها إلى عوامل نفسية فالتوتر والضغط النفسي يؤدي إلى ما يعرف نفسياً بـ"تكلم الجسد" حيث تظهر العوارض على الجسد كتساقط الشعر، ظهور حب الشباب، الصّدفيّة... إلخ.
* تأثير ظهور حب الشباب
زينب (15 عاماً) تقول إن معاناتها مع حب الشباب بدأت وهي في عمر الثانية عشرة، ما أدى إلى انعزالها عن الناس في البداية، لكنّها مع مرور الوقت وبعد تحسّن وضعها تدريجياً عادت إلى حالتها الطبيعية في التعاطي مع الناس. والمشكلة التي عانت منها زينب (أي ظهور حب الشباب) ليست المشكلة الوحيدة التي يتعرض لها المصاب، ولكن وكما تقول الأخصائية بدران إنّ المسألة هي أن حب الشباب يبدأ بالظهور في مرحلة المراهقة، وهي المرحلة التي يهتم فيها المراهق كثيراً بشكله الخارجي، لذا يؤدي ظهور الحبوب على وجهه إلى أعراض نفسيّة متعددة قد تختلف من شخص إلى آخر، منها: العزلة الاجتماعية، فقدان الثقة بالنفس والجسد، القلق، الإحباط، الحزن الشديد، والكآبة، حيث ينظر المصاب إلى نفسه نظرة مغايرة عن الآخرين.
أما محمد (20 عاماً) فيقول إنّه عانى من حبّ الشباب لمدّة ثلاث سنوات وحين بدأ العلاج، لم يلحظ التحسّن إلا بعد ستة أشهر، ما أدى إلى إصابته بالإحباط.
* طرق العلاج
من النّاحية الطبيّة، ينقسم العلاج إلى نوعين: موضعي وخارجي. وتحدّد الدكتورة ياسين العلاج الموضعي بمنظفات البشرة المساعدة على إفراز الدّهن، وبالتّالي التخلّص من التّراكمات الدهنية، كريمات التقشير المستخدمة شتاءً التي تستخدم للتخلص من الزّوان، الكريمات المضادّة للالتهابات والتي يمكن أن تكون على شكل "جلّ". أما العلاج الداخلي فهو: antibiotic يُعطى لتخفيف الالتهاب ويكون علاجاً متقطّعاً بحسب درجة التحسّن. كما يمكن العلاج بموانع الحمل للإناث وذلك إذا لوحظ وجود مشاكل في الهرمونات، الأدوية التي تحتوي isotretinon وهو الدواء الوحيد القادر على القضاء على الحالة، لمدة ثلاث سنوات عند غالبية المصابين.
* نصائح أثناء العلاج
تشدّد الدكتورة ياسين على أن العلاج يحتاج من 3 إلى 6 أشهر لظهور التحسّن. والجدير بالذكر أنّ بعض الأدوية يسبب بعض الأعراض كاحمرار الوجه والظهور الكثيف للحبوب وهذا يعتبر طبيعياً، من هنا نقول للمصاب أنْ لا يخاف عند حدوث أي عارض ويبادر فوراً إلى الاتصال بالطبيب وإعلامه بأي طارئ يحدث. كما تلفت الدكتورة الانتباه إلى أن بعض الأدوية يحتاج إلى فحوصات دورية للكبد. ولا ننسى أنّ العلاج أياً كان نوعه يجب أن يترافق مع استخدام مراهم واقية من أشعة الشمس. والنصيحة الأهم هي عدم لمس حب الشباب أو حكها لتفادي ظهور الندوب التي يصعب علاجها لاحقاً، أما بالنسبة لنوعية الأطعمة وتأثيرها على ظهور حب الشبابن، فتؤكد الدكتورة ياسين أنه لا يوجد أي دليل طبّي وعلمي يؤكد هذه المسألة، لكنها تنصح المصاب في حال لاحظ أيّة علاقة بين أطعمة معينة وظهور حب الشباب أن يتفاداها قدر المستطاع.
* ظهور مؤقت وعابر
تقول الأخصائية النفسية بدران إنه يجب أن يعرف الشاب أن ظهور حب الشباب هو ظهور مؤقت وعابر، يحتاج إلى الصبر والمتابعة أحياناً مع مختص بالعلاج للتخلص من هذه المشكلة.
أما الأهل فدورهم لا يتجاوز الدعم والتشجيع للأبناء خاصة في حال احتاجوا العلاج. وهنا لا بد من لفت نظر الأهل إلى ضرورة أن يلعبوا دور الداعم والمشجع لذهاب ولدهم إلى الطبيب في بعض الحالات لأن عدم المتابعة قد يؤدي إلى آثار جسدية ونفسية يصعب علاجها لاحقاً.
(*) اختصاصية في الأمراض الجلدية.