بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي أخواتي...
..تحملوا قليلاً من العناء والعذاب فمهما طال بنا المقام فليس كيوم القيامة..
إصبروا على بلاء الدنيا الزائلة لتدركوا سعادة دار البقاء، ولا تخافوا مهما كثر الأعداء فإن أكثر ما يمكن لعدونا أن يفعله هو قتلنا وفي ذلك لقاء الله ومجاورة النبيين...
﴿ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين﴾.
إنما هي ميتة واحدة بعدها السعادة. فاجعلوا أول همكم ساعة لقاء الله تعالى... واختصروا السبيل إلى الله، السبيل الأقرب واللقاء الأسرع والمنهل العذب الأوفر.
أيها المؤمنون أنتم الذين سوف تكتبون التاريخ مهما عربد المستهترون، فالصبح آت لا محالة، وعدوكم جاهل لأنه لا يعلم أن الأرض يرثها عباد الله المخلصون:
﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين﴾.
تمسكوا بقيادتكم المباركة وبدولتكم الكريمة، قيادة الحق ودولة العدالة الممهدة للمهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
ولدي الحبيب...
خلفت لك بعدي عهد الإيمان ورسالة الإسلام، وحمّلتك أمانة التقوى ووصية الإخلاص لله تعالى،
فإن أوهنتك الخطوب فعليك بكتاب الله، ولطالما أحب أبوك آخر سورة الحشر فاقرأها مليّاً.
وإن ألّمت بك الكروب فراجع حوادث الدهر ونكبات العصر تجد كل المصائب دون مصيبة سيد الشهداء عليه السلام.
وإن أعياك تدبر العيش فاعلم أنه لن يطول لأن أيام الدنيا معدودة... وإنما الذي يبقى لك من الدنيا إما ثواب أعمالك أو تبعات ذنوبك.
ولدي...
إعلم أن الذي قتل أباك لم يقتله لشخصه فليس بين أبيك وبين أحد عداوة، والذي قتل من أجله أبوك ليس أمراً دنيوياً حقيراً، إنما هي معركة الحق والباطل في امتداد التاريخ.
ولدي...
أودعتك وصيتي. فاسأل الناس عن أبيك وكن خيراً منه، عاشر الناس معاشرة إن غبت عنهم حنوا إليك وإن مت بكوا عليك، وأصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.
والحمد لله رب العالمين