إعداد: ديما جمعة فواز
كثيراً ما تضحّي في سبيل من حولك، فلا يقابلونك بالمثل، أو تساعد الرّفاق بإخلاص ولكنّك عند الحاجة إليهم، لا تجدهم. كثيراً ما تذكُر غيرك بالخير، ثم تُفاجَأ أنهم تحدّثوا عنك بما لا تحبّ. وأحياناً تشعر بآلام سواك، تسمعهم وتخدمهم بينما هم يتركونك فريسة الوحدة، وحين تتألّم يضحكون من وجعك. مهلاً لا تحزن.. ولا تستكثر خيرك أبداً. لا تنتظر أجراً من العباد، إنّما اجعل بوصلة اهتمامك إلى هناك، إلى الآخرة، حيث الأجر الوفير. واعمل دوماً بنية القربى إلى الله تعالى...
لا يوجد معنى للمثل القائل: "اعمل منيح وارمِ في البحر" فالبحر ملوّث، مليء بالأوساخ. بينما الخير أشبه بالبذرة الطيّبة التي تثمر شجرة متينة. فلا تتوقّع أن تلاقي ثمنه مباشرة في الدنيا، بل انتظر موسم الحصاد حيث لا يضيع أجر المحسنين. لا تبتئس وتتخذ مواقف عدائية ممّن حولك أو تعتبر أنك "تعلمت من كيسك" أن لا تعطي أو تكترث بمن حولك، فتقع في شرك الشيطان، بل كن ممّن يردّدون دوماً "الحمد لله الذي وفّقني لخدمة عباده". فقلّة من النّاس من ينسى ما قدّمه من خدمات مهما كانت بسيطة، بينما كثير منا يتناسون ما قدّمه الآخرون لهم ويعتبرون أنهم حققوا النجاح وحدهم ولا فضل لأحد عليهم إنما هم وحدهم أصحاب الإيثار والفضل... لذلك إياك أن تكون مثلهم فتخسر الدنيا والآخرة. وجّه دوماً نيّتك إلى الله، ولا تلحق صدقاتك بالمنّ والأذى، بل اعمل دوماً بنيّة القربة إلى الله تعالى.