إيمان اللقيس/أخصائية تجميل
قبل الولوج إلى عالم العناية بالبشرة الكاملة علينا إلقاء نظرة مختصرة عليها من الناحية الفيزيائية أو التشريحية، فهذه المعرفة تساعدنا في تسليط الضوء على وظيفة البشرة وكيف تمكنت التكنولوجيا من توظيف هذه المعرفة في إبداع أساليب جديدة تخترق تركيبات البشرة لتنظيفها وترطيبها وتلطيفها والحفاظ عليها بأبهى صورة. ما هو الجلد إذاً؟ الجلد هو الجهاز الأكبر مساحة في الجسم والأظهر للعيان، مهامه كثيرة نذكر بعضاً منها:
- يحمي ما في داخل الجسم من عوامل البـيئة الخارجية المؤذية (الرياح، أشعة الشمس، الحرارة...)
- يحافظ على التواصل والتوازن بين داخل الجسم وخارجه.
- هو جهاز مدهش كونه يتميز بتركيبة بيولوجية فريدة.
يتكون الجلد من ثلاث طبقات من الخلايا المختلفة وهي بصورة أساسية:
1- البشرة (الطبقة العلياEpidermis-epiderme)
2- الأدمة (Dermis-Derme)
3- تحت الأدمة (by podermis-hypoderme)
1- البشرة (الطبقة العلياEpidermis-epiderme)
وهي بدورها تحتوي على طبقات عديدة مهمة جداً لصحة الجلد كونها:
-الحاجز الذي يمنع الماء الموجود في الجسم من التبخر.
- تسمح للعرق ولأملاح الجسم والسموم بالخروج عبر مسامها.
- تحتوي على الميلانين (Melanine) وهي خلايا الخضاب التي تعطي لكل واحد منا لون بشرته الخاصة.
إن جميع خلايا هذه الطبقة ميتة، فيما عدا خلايا طبقتها الداخلية الأخيرة التي فوق الأدمة، فهذه تتكون من خلايا حية، وهذه الخلايا الحية تتوالد وتنمو ثم تصعد إلى السطح حيث تصبح خلايا ميتة (القرنيةأو Kenatine ) فتسقط من على البشرة لتظهر تحتها طبقة من الخلايا أكثر شباباً وطراوة. إن هذه العملية مهمة جداً لصناعة مستحضرات العناية بالبشرة والتجميل كون هذا التوالد أساس مظهر البشرة وبنيتها وملمسها وطريقة عملها فكلما كانت عملية توالد الخلايا سريعة كلما كان مظهر البشرة أكثر شباباً وطراوة.
2- الأدمة(Dermis-Derme)
هي الطبقة الوسطى الأكثر حياة في الجلد، وهي أكثر نشاطاً من البشرة لأنها تحتوي على كل وسائل حياة الجلد أي وسائل التواصل وضبط الحرارة والتغذية وهي بدورها تحتوي على طبقتين وفيها أهم خلايا الجلد وهي الخلايا الليفية التي تنتج الألياف الغنية بالبروتين المعروفة بالكولاجين والأيلاستين ( elastine-collagene ) هذه الألياف هي أنسجة رابطة تزود الجلد بالدعم والقوة والمرونة لمكافحة ظهور التجاعيد والخطوط وغيرها من علامات الشيخوخة، لذا فإن تغذية الخلايا الليفية (أي خلايا الجلد بصورة موضعية) هي أساس وهي على رأس الأولويات عند كل من يهتم بجمال البشرة. تحتوي الأدمة أيضاً على:
* الغدد العرقية والدهنية التي تنظم وظيفة وحرارة الجلد.
* الشرايين الدموية التي تغذي الجلد وتزوده بالأوكسجين والمغذيات اللازمة.
* نهايات الأعصاب التي تعطي الجلد القدرة على التجاوب مع حاسة اللمس والألم والحرارة والضغط.
* الأوعية اللمفاوية الشعرية.
* بصلات الشعر.
* العضلات المنعظة أو الناصبة.
* سائل هلامي يملأ المساحات بين الخلايا.
3- تحت الأدمة (by podermis-hypoderme)
وهي الطبقة التالية الأكثر عمقاً في الجلد وتعمل كوسادة لباقي الطبقات( السابقة الذكر) وهي في الأغلب مكونة من الشحم أو الأنسجة الدهنية التي:
1-تحمي الجلد من الأذى.
2- تساعده على الالتصاق بالعضلات وبالتالي بالهيكل العظمي.
* وفي الختام يجب أن نتذكر أن الجلد هو عضو ماص (يمتص ما عليه من مواد)، يتنفس ويحمي الجسم كما يساعده في المحافظة على محيطه الداخلي عبر التعرق ويساعد أيضاً على حفظ التوازن الحراري عبر التنفس كما يحمي الجسم من البكتيريا والأمراض بواسطة غطائه الحمضي الزيتي كما يجب أن نتذكر دائماً أن الجلد بمساعدة أشعة الشمس يصنع الفيتامين دال(Vit D) الضروري مع الكالسيوم لتقوية العظام.
كيف يمكننا إمتلاك البشرة الكاملة؟
البشرة الكاملة هي البشرة الجميلة، النضرة، الشابة والخالية من الأمراض. إنها تلك التي تُظهر للعالم الصورة اللطيفة والجذابة العاكسة لصحة الفرد الداخلية والدالة على أنه في أحسن حال. إن كمال البشرة يتأثر بما تتغذى به من الداخل (بواسطة المأكل الذي نتناوله) ومن الخارج بواسطة مستحضرات طبيعية ومكونات تنسجم مع تركيبتها. ولذلك يجب قبل كل شيء البحث للوصول إلى عمق جذور المشكلة والبدء من هناك وهذا يعني الاعتناء جيداً بصحة الفرد الداخلي قبل محاولة الاعتناء بالبشرة على المستوى السطحي أو الخارجي فالإشعاع والنضارة والنعومة والإشراق والجمال والشباب ما هي إلا انعكاس لصحة الأنسجة الداخلية والخلايا والأعضاء. وبعد ذلك يكون التركيز على وسائل العناية (بالبشرة) الخارجية وكيفية استعمال المستحضرات التي تحافظ على شبابها وجاذبيتها.